Abstract
شهدت الدولة العثمانية أولى محاولات الإصلاح في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, فضلا عن مؤسساتها الحكومية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي بسبب ماكانت تعاني منه آنذاك من ضعف وانحطاط وهزائم عسكرية .
استندت تلك الإصلاحات على أساس استلهام الأفكار الغربية بعد جدل طويل شهدته دوائر الحكومة العثمانية بين مؤيد ومعارض, على اعتبار أن الحضارة الغربية ومدنيتها قد أحرزت تقدماً كبيراً على مختلف الصعد, وكان ذلك الخيار هو الخيار الأمثل بسبب ماآلت إليه أوضاع الدولة ولكي تعمل على تحديث أجهزتها ومؤسساتها قدر استطاعتها .
أن أولى الإصلاحات التي طبقت في الدولة العثمانية كانت إصلاحات عسكرية بسبب طابع الدولة العسكري على مدى تاريخها السياسي, كما أن الخلل والتراجع حدث بفعل فساد جيشها, وقد حصلت إصلاحات عدة في عهد السلاطين مصطفى الثالث (1757-1774) والسلطان عبد الحميد الأول (1774-1789) والسلطان سليم الثالث (1789-1807), إلا أن الإصلاحات الكبيرة والمؤثرة طبقت في عهد السلطان محمود الثاني (1808-1839) التي كانت امتداداً للإصلاحات التي بدأها السلطان سليم الثالث, غير أنها شملت قطاعات أوسع . إذ عمد إلى تجديد المدارس العسكرية وتمكن من القضاء على الجيش الانكشاري وإلغاءه نهائياً في عام1826, كما ألغى الإقطاعات العسكرية بعد اثنتي عشر عام تقريباً . وفي الحقيقة كانت تلك الخطوات من الأهمية إذ عملت على إخضاع الولايات العثمانية وإرجاعها إلى سلطة الحكومة المركزية , فضلا عن تطبيق سياسة مركزية في عموم الدولة .
Keywords
توجهات الحكم - محمود الثاني - العراق