Abstract
مشكلة البحث :على الرغم مما للتعبير الكتابي من أهمية عظمى فقد أكدت أغلب الأدبيات ضعف الطلبة فيه , إذ يقول أحمد عبد القادر : " ان قضية ضعف الطلبة في مادة التعبير لم تعد من القضايا الخافية , ويمكن الأطلاع على نماذج من كتابات الطلبة في مختلف المراحل للتثبت من هذه القضية , وسوف يفاجأ القأرئ بما سيطلع عليه من ضعف واضح وقصور شديد في تعبير معظمهم ,وسوف يرى ضيقا في الفكر والتواءً في الأسلوب ". (7, 225) , ويشير الابراشي إلى أن اللافت للنظر ضعف الطلبة في التعبير وعدم استيفاء المعنى .(1 , 46) , ويقول الهنداوي : " نرى درس التعبير علة العلل في المدرسة" (25, المقدمة) ,ويؤكد ذلك عبد العليم إذ يقول: " قد اعتدنا حيال كل موقف تعليمي يحتاج إلى دراسة وبحث أن نسميه مشكلة , وقياساً على هذا ,لنا أن نسمي تدريس الأنشاء مشكلة المشاكل".(3, 169) , وتؤكد ذلك أيضا بنت الشاطئ , إذ تقول :" قد يمضي الطالب في الطريق التعليمي إلى اخر الشوط ,فيتخرج من الجامعة وهو لا يستطيع أن يكتب خطاباً بسيطاً بلغة قومه"(9, 191).ومما يزيد هذه المشكلة خطورة أن الطلبة في المرحلة الجامعية الذين تخصصوا بدراسة اللغة العربية وآدابها لم يزل مستواهم في الاداء التعبيري دون المستوى المطلوب , ونلمس هذه الظاهرة بصورة واضحة من خلال كتابات الطلبة في أوراق الامتحانات ,كذلك من خلال التقارير الموجزة التي يكتبونها في بعض المواد الدراسية كجزء من متطلبات الدراسة ,كما تتضح هذه المشكلة بصورة واقعية من خلال عجز الطلبة عن كتابة طلب تحريري إلى رئيس القسم أو عميد الكلية أو أية جهة أخرى في أمر معين , فيضطروا إلى الاستعانة بنموذج لذلك الطلب (كليشة) يمكن أن يحصلوا عليه في الجهة التي يقصدونها ,وأخذت هذه الظاهرة تتفاقم عاماً بعد عام ,وتستمر معهم كلما انتقلوا من مرحلة إلى أخرى وصولاً إلى المرحلة الأخيرة من الدراسة الجامعية , التي يكون الطالب فيها قد أوشك أن يكون أهلاً لحمل تلك الرسالة الإنسانية (مهنة التدريس) فهي مهنة مقدسة وهي أمانة في عنق من يمتهنها , وعليه فإن الطالب بعد تخرجه في الكلية ودخوله ميدان التدريس , ينبغي له أن يؤدي تلك الأمانة على أفضل وجه.ولما تقدم يمكن أن تعد تلك الظاهرة مشكلة في غاية الخطورة , مما حدا الباحث إلى دراستها وتعرّف أسبابها , ووضع المقترحات اللازمة لعلاجها , وعلى حد علم الباحث لم تسبقه دراسة تناولت هذه المشكلة على مستوى طلبة أقسام اللغة العربية في كليات التربية.