Abstract
لم يعد خافيا على احد اليوم أن التعليم قد أصبح ركنا أساسياً من أركان الحياة الجديدة ودعامة قوية من دعائم الحضارة ومقياسا عاما من مقاييس الرقي والتقدم, فضلا عن انه ركنا أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة, فعن طريقه يسعى الإنسان للبحث عن المجهول واكتشافه وتسخير نتائجه لخدمة البشرية, فالتعليم اليوم هو العامل الرئيسي في أحداث التطورات التي يشهدها العالم اليوم, ومحورا من المحاور الأساسية التي يستند عليها أساس بناء أي مجتمع مزدهر متطور, فيه يمكن تسيير عجلة التطور التي تساعد في إحداث تحول في طبيعة النسيج الاجتماعي والاقتصادي السائد في أي مجتمع كما انه يساهم في تحقيق التنمية بمعناها الواسع والتي تشمل كل الجوانب الحياة (التنمية البشرية بكل ما تحويه من اكتشاف ورعاية وتدعيم وتعظيم للقوى البشرية وللخبرات والقدرات التي يمتلكها الإنسان وتوجيهها بما يخدم الإنسان نفسه, وفي أطار المجتمع الذي يعيش فيه)( ), وبذلك يمكن القول إن التعليم هو جوهر التنمية( ), فضلا عن انه عملية إنماء بشري وأعداد للقوى العاملة المدربة التي تتطلبها خطط التنمية الاقتصادية وتحديث المجتمع ويسهم بتحقيق التوازن في مسيرة المجتمع بقطاعاته المختلفة( ) , لذلك في التعليم ضرورة اجتماعية( ), إنسانية حيوية واحد الاحتياجات المادية الرئيسية للإنسان هذا إلى جانب كونه حقا من حقوق الإنسان على المستوى الدولي وعنصرا أساسيا من عناصر الهيكل الاجتماعي وعامل أولي من عوامل انطلاق القوى الإنتاجية التي يستخدمها المجتمع للتحرير طاقات الإنسان( ).
ونظرا لما امتازت به محافظة بابل من إمكانيات بشرية واقتصادية فقد انعكس ذلك على تطور قطاع التعليم وبشكل ينسجم مع مجمل التطورات التي حضيت بها القطاعات الأخرى.
ولمعرفة النمو الكمي للتعليم في منطقة الدراسة وكشف التباين المكاني له عمدت الباحثة على تحليل واقع التعليم في محافظة بابل للمدة ( 1987-1997-2007) وللمراحل ( رياض الأطفال , التعليم الابتدائي , التعليم الثانوي و حالات أخرى )