Abstract
إنّ من أهم المشاكل التي تعرضت لها الثورة الفرنسية هي مشكلة الفرنسيين الذين تضرروا من الثورة و هاجروا إلى الدول الاوربية , مع قيام الثورة الفرنسية في 14 تموز 1789 , والتي شغلت أوربا خلال السنوات الأولى من اندلاعها , وكانت انقلاباً اجتماعياً وسياسياً و انجازات فكرية و تطورات اقتصادية, إذ تسمو أهدافها بالمبادئ الثورية (الحرية والمساواة والإخاء) فجرت من خلالها الروح الثورية , ومع استيلاء الثوار على قصور ومزارع النبلاء و الاعتداء عليهم وعلى ورجال الدين الذين رفضوا مبادئ الثورة الفرنسية, والذين لم يستوعبوا مبادىء الثورة الجديدة والتغيرات السياسية ولاسيما الجمعية الوطنية التي انشأها افراد الطبقة الثالثة في 17 حزيران 1789 , اذ كان المجتمع الفرنسي يتألف من ثلاث طبقــــــــــــــات ( طبقة رجال الدين وطبقة النبلاء والطبقة الثالثة ), فأخذت الجمعية زمام الأمور للتغير ومعالجة الأوضاع الداخلية , مما جعلهم غير قادرين على البقاء في فرنسا , فأضطروا إلى مغادرتها جماعات وأفراد , فهاجر بعضهم ليجمع السلاح ويحرض ملوك أوربا ليستعين بهم على محاربة الثورة , ومنهم من هرب مع عائلته خوفاً من القتل أو الأذى ,ومما زاد الأمر تعقيداً هي محاولة هروب الملك الفاشلة والقاء القبض عليه من قبل الثوار, والذي أثار مشاعر ملوك أوربا , وأهان شعار الولاء الذي كان موجوداً تجاه الملوك لانه يعد اهانة وتحدي لتلك السلطة المقدسة , لذلك وجد الملك والنبلاء في التدخل الاجنبي وسيلة لاعادة النظام الملكي إلى فرنسا ,فضلاً عن القرارات التي اتخذتها الحكومة الجديدة ضد المهاجرين المعارضين , وبذلك فإنّ هؤلاء قد تسببوا بمشاكل كبيرة واصبحوا يمثلون أكبر خطر على الثورة , بسبب حقدهم وتأمرهم مع اصدقائهم من الخارج الذين كانوا من أشد الناس حماساً ضد الثورة , وتحريضهم ملوك أوربا ضدها , فقامت الحرب التي خيبت آمال كل من اشترك فيها , وافرزت نتائج , كان من أهمها نهاية النظام الملكي وبداية النظام الجمهوري .
Keywords
المهاجرين الفرنسيين، حرب عام 1792 م