Abstract
المقدمة
شهد العصر المملوكي في مصر والشام 648-923ه ظهور الكثير من المؤرخين الذين ألفوا في العديد من فروع الكتابة التاريخية ، ويعد القرن التاسع الهجري بمثابة العصر الذهبي للتدوين التاريخي في مصر ، إذ برز فيه كبار المؤرخين من أمثال القلقشندي (ت 821هـ) ، وتقي الدين المقريزي (ت845هـ) ، وابن حجر العسقلاني (852هـ) ، وابن تغري بردي (ت874هـ) وشمس الدين السخاوي (ت902هـ) ولكل من هؤلاء مساهمات قيمة في التاريخ .
لكن التأليف في سير الحكام خلال هذه الحقبة شكل أمراً لافتاً ، فعلى الرغم من أن هذا الحقل التاريخي ظهر قبل العصر المملوكي بقرون ، إلا انه مثل نقطة تحول أضرت بالسمعة العلمية لبعض مؤرخي هذا العصر الذين كتبوا فيه ، إذ أن عددا منهم قفز على أهم شروط الكتابة التاريخية المتمثل في الحيادية وعدم التحيز والتمسك بالأمانة العلمية ، وراحوا يدونون لبعض السلاطين المعاصرين لهم سجايا وصفات وانجازات لا وجود لمعظمها على أرض الواقع .
وهو أمر نجد له تفسيراً في محاولة هؤلاء المؤرخين التزلف للسلطة القائمة بغية الحصول على مكاسب دنيوية ، وهناك من اشترك مع أقطاب السلطة بمشتركات سياسية أو مذهبية ، وخير من يمثل هذا الاتجاه السلبي هو المؤرخ بدر الدين العيني( ت855هـ)، فهو على الرغم من مكانة بعض مؤلفاته التاريخية الأخرى ، ومنها كتابه التاريخي الكبير (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) ، إلا انه اضر بمكانته كمؤرخ من خلال عدد من المؤلفات التي كرسها لتسجيل أخبار ملفقة ومعلومات لا يقبلها العقل ولا المنطق خصت بعض السلاطين المماليك الذين عاصرهم ، وسنتناول في هذا البحث أحد مؤلفاته في هذا المجال ألا وهو كتاب
( الروض الزاهر في سير الملك الظاهر ططر) ، فالكتاب ومن خلال التمعن في العنوان الذي اختاره المؤلف منحاز بالكامل لصالح السلطان المملوكي الظاهر ططر (ت824هـ) ، وسنحاول من خلال نقد النصوص الواردة فيه وتحليلها أن نبين أن هذا المؤرخ جانب الصواب وتجاوز الشروط الواجب الالتزام بها عند المؤرخين ، ولم يكن حيادياً ولا أميناً فيما كتب ، فكيف فعل ذلك ؟ ولماذا؟.
المقدمة
شهد العصر المملوكي في مصر والشام 648-923ه ظهور الكثير من المؤرخين الذين ألفوا في العديد من فروع الكتابة التاريخية ، ويعد القرن التاسع الهجري بمثابة العصر الذهبي للتدوين التاريخي في مصر ، إذ برز فيه كبار المؤرخين من أمثال القلقشندي (ت 821هـ) ، وتقي الدين المقريزي (ت845هـ) ، وابن حجر العسقلاني (852هـ) ، وابن تغري بردي (ت874هـ) وشمس الدين السخاوي (ت902هـ) ولكل من هؤلاء مساهمات قيمة في التاريخ .
لكن التأليف في سير الحكام خلال هذه الحقبة شكل أمراً لافتاً ، فعلى الرغم من أن هذا الحقل التاريخي ظهر قبل العصر المملوكي بقرون ، إلا انه مثل نقطة تحول أضرت بالسمعة العلمية لبعض مؤرخي هذا العصر الذين كتبوا فيه ، إذ أن عددا منهم قفز على أهم شروط الكتابة التاريخية المتمثل في الحيادية وعدم التحيز والتمسك بالأمانة العلمية ، وراحوا يدونون لبعض السلاطين المعاصرين لهم سجايا وصفات وانجازات لا وجود لمعظمها على أرض الواقع .
وهو أمر نجد له تفسيراً في محاولة هؤلاء المؤرخين التزلف للسلطة القائمة بغية الحصول على مكاسب دنيوية ، وهناك من اشترك مع أقطاب السلطة بمشتركات سياسية أو مذهبية ، وخير من يمثل هذا الاتجاه السلبي هو المؤرخ بدر الدين العيني( ت855هـ)، فهو على الرغم من مكانة بعض مؤلفاته التاريخية الأخرى ، ومنها كتابه التاريخي الكبير (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) ، إلا انه اضر بمكانته كمؤرخ من خلال عدد من المؤلفات التي كرسها لتسجيل أخبار ملفقة ومعلومات لا يقبلها العقل ولا المنطق خصت بعض السلاطين المماليك الذين عاصرهم ، وسنتناول في هذا البحث أحد مؤلفاته في هذا المجال ألا وهو كتاب
( الروض الزاهر في سير الملك الظاهر ططر) ، فالكتاب ومن خلال التمعن في العنوان الذي اختاره المؤلف منحاز بالكامل لصالح السلطان المملوكي الظاهر ططر (ت824هـ) ، وسنحاول من خلال نقد النصوص الواردة فيه وتحليلها أن نبين أن هذا المؤرخ جانب الصواب وتجاوز الشروط الواجب الالتزام بها عند المؤرخين ، ولم يكن حيادياً ولا أميناً فيما كتب ، فكيف فعل ذلك ؟ ولماذا؟.
شهد العصر المملوكي في مصر والشام 648-923ه ظهور الكثير من المؤرخين الذين ألفوا في العديد من فروع الكتابة التاريخية ، ويعد القرن التاسع الهجري بمثابة العصر الذهبي للتدوين التاريخي في مصر ، إذ برز فيه كبار المؤرخين من أمثال القلقشندي (ت 821هـ) ، وتقي الدين المقريزي (ت845هـ) ، وابن حجر العسقلاني (852هـ) ، وابن تغري بردي (ت874هـ) وشمس الدين السخاوي (ت902هـ) ولكل من هؤلاء مساهمات قيمة في التاريخ .
لكن التأليف في سير الحكام خلال هذه الحقبة شكل أمراً لافتاً ، فعلى الرغم من أن هذا الحقل التاريخي ظهر قبل العصر المملوكي بقرون ، إلا انه مثل نقطة تحول أضرت بالسمعة العلمية لبعض مؤرخي هذا العصر الذين كتبوا فيه ، إذ أن عددا منهم قفز على أهم شروط الكتابة التاريخية المتمثل في الحيادية وعدم التحيز والتمسك بالأمانة العلمية ، وراحوا يدونون لبعض السلاطين المعاصرين لهم سجايا وصفات وانجازات لا وجود لمعظمها على أرض الواقع .
وهو أمر نجد له تفسيراً في محاولة هؤلاء المؤرخين التزلف للسلطة القائمة بغية الحصول على مكاسب دنيوية ، وهناك من اشترك مع أقطاب السلطة بمشتركات سياسية أو مذهبية ، وخير من يمثل هذا الاتجاه السلبي هو المؤرخ بدر الدين العيني( ت855هـ)، فهو على الرغم من مكانة بعض مؤلفاته التاريخية الأخرى ، ومنها كتابه التاريخي الكبير (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) ، إلا انه اضر بمكانته كمؤرخ من خلال عدد من المؤلفات التي كرسها لتسجيل أخبار ملفقة ومعلومات لا يقبلها العقل ولا المنطق خصت بعض السلاطين المماليك الذين عاصرهم ، وسنتناول في هذا البحث أحد مؤلفاته في هذا المجال ألا وهو كتاب
( الروض الزاهر في سير الملك الظاهر ططر) ، فالكتاب ومن خلال التمعن في العنوان الذي اختاره المؤلف منحاز بالكامل لصالح السلطان المملوكي الظاهر ططر (ت824هـ) ، وسنحاول من خلال نقد النصوص الواردة فيه وتحليلها أن نبين أن هذا المؤرخ جانب الصواب وتجاوز الشروط الواجب الالتزام بها عند المؤرخين ، ولم يكن حيادياً ولا أميناً فيما كتب ، فكيف فعل ذلك ؟ ولماذا؟.
المقدمة
شهد العصر المملوكي في مصر والشام 648-923ه ظهور الكثير من المؤرخين الذين ألفوا في العديد من فروع الكتابة التاريخية ، ويعد القرن التاسع الهجري بمثابة العصر الذهبي للتدوين التاريخي في مصر ، إذ برز فيه كبار المؤرخين من أمثال القلقشندي (ت 821هـ) ، وتقي الدين المقريزي (ت845هـ) ، وابن حجر العسقلاني (852هـ) ، وابن تغري بردي (ت874هـ) وشمس الدين السخاوي (ت902هـ) ولكل من هؤلاء مساهمات قيمة في التاريخ .
لكن التأليف في سير الحكام خلال هذه الحقبة شكل أمراً لافتاً ، فعلى الرغم من أن هذا الحقل التاريخي ظهر قبل العصر المملوكي بقرون ، إلا انه مثل نقطة تحول أضرت بالسمعة العلمية لبعض مؤرخي هذا العصر الذين كتبوا فيه ، إذ أن عددا منهم قفز على أهم شروط الكتابة التاريخية المتمثل في الحيادية وعدم التحيز والتمسك بالأمانة العلمية ، وراحوا يدونون لبعض السلاطين المعاصرين لهم سجايا وصفات وانجازات لا وجود لمعظمها على أرض الواقع .
وهو أمر نجد له تفسيراً في محاولة هؤلاء المؤرخين التزلف للسلطة القائمة بغية الحصول على مكاسب دنيوية ، وهناك من اشترك مع أقطاب السلطة بمشتركات سياسية أو مذهبية ، وخير من يمثل هذا الاتجاه السلبي هو المؤرخ بدر الدين العيني( ت855هـ)، فهو على الرغم من مكانة بعض مؤلفاته التاريخية الأخرى ، ومنها كتابه التاريخي الكبير (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) ، إلا انه اضر بمكانته كمؤرخ من خلال عدد من المؤلفات التي كرسها لتسجيل أخبار ملفقة ومعلومات لا يقبلها العقل ولا المنطق خصت بعض السلاطين المماليك الذين عاصرهم ، وسنتناول في هذا البحث أحد مؤلفاته في هذا المجال ألا وهو كتاب
( الروض الزاهر في سير الملك الظاهر ططر) ، فالكتاب ومن خلال التمعن في العنوان الذي اختاره المؤلف منحاز بالكامل لصالح السلطان المملوكي الظاهر ططر (ت824هـ) ، وسنحاول من خلال نقد النصوص الواردة فيه وتحليلها أن نبين أن هذا المؤرخ جانب الصواب وتجاوز الشروط الواجب الالتزام بها عند المؤرخين ، ولم يكن حيادياً ولا أميناً فيما كتب ، فكيف فعل ذلك ؟ ولماذا؟.