Surra Man Ra'a

وجد أن الراشح الزرعي للفطر Fusarium graminearrum Schwabe قد أثر سلبياً على النسبة المئوية لإنبات بذور الباميا في أطباق الزرع باستعمال طريقة Blotter method ، وتسبب التركيز 100 % في منع إنبات البذور كلياً ، في حين أدت التخافيف 50 ، 75 % إلى تقليل النسبة المئوية للإنبات ، و أظهرت الدراسة أن معدل طول كل من الرويشة والجذير كان 23و0، 10و0 سم على التوالي حين نموها في 75 % من الراشح الخام ، بينما بلغ 77و4 ، 05و3 سم وعلى التوالي في معاملة المقارنة ، وبلغ معدل الوزن الطري لكل من الرويشة والجذير حين معاملة البادرات بالتخفـيف 75 % ( 112و0 ، 011و0 ملغم ) على التوالي قياساً بمعاملة المقارنة إذ بلغ( 046و0 ، 182و0 ملغم ) على التوالي ، ورافق ذلك انخفاضاً معنوياً في الوزن الجاف لكل من الرويشة والجذير، وأظهرت النتائج أن الراشح الزرعي للفطر المذكور قد اثر سلبياً على النسبة المئوية لبزوغ البادرات حين التخفيف 50 ، 75 % ولم يحصل أي إنبات حين التركيز 100 % بعد سبعة أيام من الزراعة في التربة المعـقمة . تفوقت النسبة المئوية لبزوغ البادرات بعد سبعة أيام من الزراعة على بقية المواعيد 14 و21 يوم ، وتفوق التخفيف 75% معنوياً على بقية التخافيف في تأثيره السلبي على الوزن الطري والجاف للمجموع الخضري والجذري وكذلك طول البادرات . أثبتت الدراسة أن تأثير عمر الراشح الزرعي للفطر F. graminearum هو الأيام الخمسة عشر الأولى من زراعة الفطر على الوسط الغذائي السائل (PD ) إذ لم تنبت البذور خلال هذه المدة عند التركيز 100% بينما بلغت نسبة الإنبات ولنفس التركيز 52% وبعد 55 يوم .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأخيار ورضي الله عن التابعين وتابعي التابعين الذين حفظوا بيضة الدين وخدموا القرآن الكريم من تحريف الغلاة والمارقين وبعد. فان الله  قد قيض لهذه الأمة من بعد رسوله  وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين علماء ربانيين توجهت عنايتهم إلى القرآن الكريم فحفظوه في قلوبهم وقاموا به في الليل البهيم تالين لآياته وعارفين معانيها ومفسرين ما يغمض منها أو يشكل بأحسن ما يكون التفسير والبيان يمدهم في ذلك الإخلاص في العمل وحسن العقيدة وصفاء الفطرة .
و في بحثنا هذا نلتقي مع واحد من أولئك الذين خلد التاريخ تفسيره الرائع وهذا المفسر يحيى بن سلام البصري مولدًا والمغربي وفاةً وشهرة ، وقد عاش يحيى في زمن كثرت الأقوال في تفسير الآية الواحدة ، لان عصره عصر الحاجة إلى معرفة تفسير القرآن .
ولقد كان مبدأ الشروع في البحث ما وجدته في كتاب النكت والعيون للما وردي من آراء له في التفسير مما أثار في نفسي الرغبة في التنقيب عن آرائه لعلي أجد ضالتي فيه، وعلى الرغم من أن ليحيى تفسيرًا مخطوطًا إلا أن الذين كتبوا عن مناهج المفسرين وأعلامهم لم يشيروا إليه من قريب ولا من بعيد ما عدا الداودي ، إذ ذكر عنه النزر اليسير الذي لا يتناسب مع مكانته في علم التفسير، وينتسب يحيى إلي مدرسة الحسن البصري في التفسير ، وهو من أعلامها الذين أثروا في المدارس التفسيرية ، وكان له أكبر الأثر في تكوين منهج الطبري في التفسير ، إذ يعد الطبري ثمرة من ثماره ، وكما أن أثره واضح في مدرسة التفسير في المغرب و القيروان ، وقد سلك في تفسيره أغلب اتجاهات التفسير وان كان يغلب عليه التفسير العقلي وقد اتسم بقصر العبارة مع بلاغتها وحسن الأسلوب وله باع طويل في توجيه التفسير توجيهًا نحويًّا ونراه في التفسير اللغوي متأثرًا بمنهج ابن عباس من ناحية تفسير الألفاظ والغريب ، وكما أنه على علم واسع بعلوم القرآن ولاسيما معرفته بالمكي والمدني ونراه يرجح بعض الأقوال في هذا الميدان ، وكما أن الكثير من المفسرين يرجحون آراءه في التفسير على غيره من المفسرين مما يدل على أن له مكانة عالية بين المفسرين تستحق الكتابة والبحث و إماطة اللثام عن منزلته العلمية في علم التفسير وقد فضله ابن حجر على كثير من المفسرين أمثال محمد بن مروان والكلبي وسنيد إلا أنه يؤخذ عليه انه لين الحديث وفيما يرويه منا كير هذا في الحديث أما في التفسير فلم يجرحه أحد وقالوا : يكتب حديثه مع ضعفه وقد جعلت بحثي في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة ، أما التمهيد فتكلمت عن حياته ومكانته العلمية و أما المبحث الأول فتكلمت فيه على مكانته في تفسير القرآن و أما المبحث الثاني فتكلمت فيه على جهوده في علوم القرآن و أما المبحث الثالث قد ذكرت له نماذج من التفسير توضح مكانته ، وأما الخاتمة فذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من النتائج .
في الأخير نسأله  أن يوفقنا لخدمة القرآن الكريم وان يفتح أبصارنا ببركة القرآن الكريم ومحبة نبيه الكريم والترضي عن أصحابه الأخيار وآله الأطهار .

أجريت دراسة مجموعتين من العوائل تم تصنيفها على أساس نمط التزاوج ( زواج الأقارب ، زواج غير الأقارب) وتم تتبع سلاسل النسب في هذه العوائل بالنسبة لعدد من المظاهر البايولوجية ، كما تم تعيين مكافىء التزاوج الداخلي F لإفراد العينة المدروسة .أظهرت نتائج الدراسة وجود تأثير سلبي لزواج الأقارب في عدة مقاييس تمثل في زيادة نسبة ظاهرة موت الأطفال والعيوب الولادية والتكوينية والأمراض الو راثية في العينة المدروسة .

لتاريخ البحرين في القرن التاسع عشر أهمية خاصة . فقد شهدت هذه الجزر ، الغنية بثرواتها الطبيعية وموقعها الستراتيجي بالنسبة للقوى المحلية والاقليمية والدولية ، تنافساً حاداً خلال هذه المرحلة التاريخية ، حيث كانت البحرين مفتاحاً للساحل الغربي للخليج العربي ويتمثل هذا التنافس في النصف الاول من القرن التاسع عشر في التنافس البريطاني – المصري على السواحل الغربية للخليج العربي . وكان الموقف البريطاني رد فعل للتوسع المصري في الجزيرة العربية وامتداداتها الساحلية . واذا كان البريطانيون لم يهتموا بتوسع محمد علي في الجزيرة العربية في المرحلـة الاولى ، فان وصوله الى سواحل الخليج العربي قد أثار السلطات البريطانية وجعلها تتخذ سلسلة من الاجراءات لمواجهة هذا الاندفاع المصري المتزايد . البحث الحالي محاولة لتتبع اهمية البحرين وموقعها في التنافس البريطاني – المصري حول الجزيرة العربية ، ونتائج هذا التنافس على المنطقة عموماً والبحرين على نحو خاص . يؤشر المؤرخون وصول قبائل العتوب إلى جزر البحرين في عام 1782 بداية للتاريخ الحديث لهذه الجزر ، وذلك لان احدى تلك القبائل وهم آل خليفة حكموها منـذ ذلك التاريخ وحتى الوقت الحالي(1) . وقد كان العتوب يشعرون بمدى قوتهم البحرية ، وان في استطاعتهم أن يتحدوا مع القوى البحرية الأخرى ويدافعوا عن جزر البحرين لو قدر لهم السيطرة عليها ، وربما كان عتوب الزبارة آنذاك قد بدأوا يشعرون بالتوسع السعودي ، لذلك اصبح التفكير في السيطرة على البحرين أمراً هاماً ، لا سيما وان السعوديين لا يملكون أسطولاً بحرياً وبهذا يصبح البحر مانعاً قوياً وطبيعياً بينهم وبين السعوديين ، إلى جانب ذلك اهتم العتوب بموقع البحرين التجاري وغناها بمغاصات اللؤلؤ واشجار النخيل والماء العذب ، وكذلك كون البحرين جزيرة فان ذلك يسهل عليهم الدفاع عنها لدرايتهم الواسعة بشؤون البحر(2) . ووفقاً لهذه السمات تكون البحرين درة للخليج العربي كما يشير احد الباحثين(3) .
كانت الظاهرة العامة في الخليج العربي قبل بدايــة القرن التاسع عشــر ظـاهـرة
" توازن القوى " بين دويلات المدن التي كانت تظهر وتختفي على شاطئ الخليج العربي بين فترة واخرى ، باشتداد شكيمة احدى القبائل او بضعفها ، وكان آل خليفة وحلفاؤهم قبيل بداية الربع الاخير من القرن الثامن عشر من الزبارة يشكلون بداية توسع احـدى " دويلات المدن" وعلى نحو خاص بعد وصولهم الى البحرين(4) . الا ان بداية القرن التاسع عشر تزامن مع تنامي الدور البريطاني في شؤون الخليج العربي ، الى جانب تنامي دور القوى المحلية والاقليمية في المنطقة . وكان وصول قوات محمد علي باشـا ( 1805 -1847 ) والي مصر القوي ، الى الجزيرة العربية قد اثر على وضع القوى المحلية في المنطقة ، الى جانب رد الفعل البريطاني لمواجهة الحملة المصرية . علاوة على ذلك . تعرضت البحرين لتهديدات حكام الساحل العماني ، والتهديدات الفارسية .

جمعت عينات من الاشنات من أطراف مدينة سامراء في بداية موسم الربيع خلال الأعوام 2004-2002 ولثلاث مواسم . تم تقدير الكثافة العددية للاشنات بالطرق المعروفة ، شخصت العينات وفق المفاتيح التصنيفية 0 تشير النتائج الأولية إلى وجود أربع أجناس على الأقل سائدة في موقع البحث وتشمل : Candelina Lecidae , Parmelia , Xanthoria 0 وتؤكد نتائج هذه الدراسة وجود علاقة بين التلوث الناجم من مخلفات وقود السيارات وتواجد هذه الاشنات 0 من المرجح أن تكون هذه الدراسة الأولى من نوعها في القطر0 نوقشت الآليات المقترحة للدراسات المستقبلية 0

هو جرول بن أوس بن مالك يُكنى أبا مُلكية وغلب عليه لقب (الحطيئة) ، ولقب به لقصره وقربه من الأرض-تذكر أسباب أخرى لهذا اللقب-، وهو شاعر مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم(1) وعاش بعد الإسلام طويلاً وتوفي في العقد السادس من القرن الأول للهجرة.
ولعلنا حينما نشير إلى بعض سمات الحطيئة التي تفرد بها مما له علاقة بهذا البحث –لابد لنا أن نذكر ما أورده العلماء والباحثون في عدم اكتراثه بنسبه فقيل عنه أنه ((كان إذا غضب على بني عبس يقول: أنا من بني ذهل، وإذا غضب على بني ذهل قال أنا من بني عبس))(2) وهذا ما يجعلنا نفهم بعض معاناة الشاعر النفسية.
ولاشك في أن الدارس لسيرة الحطيئة يجد في حياته الكثير من القضايا التي أحدثت في تكوينه أثاراً نفسية عميقة جعلته مبدعاً في شعره على الرغم من اقتصار جل شعره على الهجاء مما دفع بعضهم إلى تقويم شعره بقوله أنه كان ((متين الشعر، شرود القافية، وكان دنيء النفس وما تشاء أن تطعن في شعر شاعرٍ إلا وجدت فيه مطعناً، وما أقل ما تجده ذلك في شعره))(3).
وكان الحطيئة سؤولاً متكسباً في شعره حتى قال أبن رشيق ((… ثم إن الحطيئة أكثر من السؤال بالشعر، وانحطاط الهمة، والإلحاف حتى مقت وذل أهله وهلم جراً إلى أن حرم السائل وعدم المسؤول))(4).
وحينما نتفحص بالقراءة المتأنية المنجز الشعري للحطيئة نتلمس فيه إبداعات التجربة الشعرية التي تستمد مفرداتها من المؤثرات البيئة والاجتماعية والنفسية التي تهيئنا لتأمل تشكيل فكري وفني للنصوص الشعرية فنقف وقفة تأمل لها ومنه الاستعمالات اللونية في شعره وبثها ضمن مفردات البناء الإبداعي ولاسيما أن الحطيئة كان راوية لشعر زهير بن أبي سلمى وآل زهير(5) وهذا ما أثر تأثيراً مباشراً في نتاجه الشعري الذي استمد إبداعاته-
ومنها اللونية من شعراء عصر ما قبل الإسلام فقد تراكمت لديه من خلال الخبرة اللونية في استعمالاته الشعرية وسنحاول مما ذكرنا وفيما سنذكر تحديد الإسلوب ألوصفي اللوني من خلال إيراد الألوان التي ذكرها الشاعر والمفردات الدالة على اللون المستعملة في شعره آخذين بعين الاعتبار المؤثرات النفسية والأغراض الموضوعية التي تحدد كيفية استعمال الألوان في اللوحة الشعرية وقبل هذا لابد لنا هنا من أن نشير إلى إحصائية تظهر كيفية تعامله مع المفرد اللونية في شعره فنرى أنه استعمل اللون الأبيض ثلاثاً وعشرين مرة واللون الأسود ست مرات واللون الأحمر خمس مرات واللون الأصفر ثلاث مرات واللون الأزرق مرتين واستعمل ألوانا مشتركة أربع عشرة مرة .

أهل البيت لغة هم سكان البيت ، وآل الرجل أهله ، ولا يستعمل لفظ (آل) إلا في أهل رجل له مكانة (1) ،وفسر سيبويه (الآل) بقوله الذين يؤول أمرهم إلى المضاف إليهم، قال وهذا نص منه على أنه اسم جمع ، وقيل أهله اقل بدليل تصغيره على أهيل وخص استعماله في الأشراف دون غيرهم (2) .
وقال الزمخشري : (الآل) الذي يرفع الشخوص أول النهار وأخره والأصل فيه الشخص ، يقال هذا آل قد بدأ أي شخص والآل أهل البيت (3) ، وأكثر الأسماء دخولا في الاختصاص بنو فلان ومعشر مضافة ، وأهل البيت آل فلان يعني أنك تقول نحن أهل البيت نفعل كذا فتنصبه على الاختصاص، وبيت الرجل امرأته وعياله ، ويكنى عن المرأة بالبيت (4)
فهذان المصطلحان (الآل والأهل) فيهما من المرونة ما جعلهما يفسران تفسيرات مختلفة سواء في زمن الجاهلية أو الإسلام ، اذ تعود جذور مصطلح ((أهل البيت)) إلى زمن ما قبل الإسلام متجسدا بالمكانة الدينية المقدسة التي تمتعت بها أفخاذ من قبائل معينة دون غيرها كونها مسؤولة عن المعبد أو بيت الآلهة الذي توجد فيه الأصنام والأوثان ، وقد أخذت هذه المكانة (المسؤولية) تتركز في هذا الفخذ وتنتقل بالوراثة بين أجياله ، مما جعلها تتميز عن غيرها من القبائل والعشائر والأفخاذ كونهـا تتمتع بمكانة دينية متميزة باعتبارها سدنة (البيت) (5) ، وهذا ما انطبق علـى قريش التي استحوذت علـى هذه المكانة وتولت تلك المسؤولية ، إذ خاطبها قصي بن كلاب قائـلا : ((يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته الحرام)) (6) .
على أن هذه المسؤولية ارتبطت بمفهوم (الشرف) ذلك المصطلح الذي تبينت لنا رفعته عند العرب والذي اخذ مداه في النبل والنسب والكرم والمجد والعلو والحسب ، إذ تظهر رواياتنا التاريخية ما بين مصطلحي (البيت) و (الشرف) من ارتباط وتماسك في الجاهلية والإسلام ، فغالبا ما يتولى سدنة (البيت) مشيخة القبيلة وقيادتها سياسيا وعسكريا ، وبذلك يكونون بصورة أدق أهل (الشرف)، إذ يراد بالبيت الشرف العالي ، ومنه قول العباس بن عبد المطلب يمدح النبي () (7) :
حتى احتوى بيتـك المهيمن مـن خـندف عليـاء تحتهـا النطـق
فجعلها في أعلى خندف بيتا .
ومنه أيضا قولهم : (( أهل الحرمة وولاة البيت )) و ((المسامعة بيت ربيعه في البصرة)) و ((مخنف بن سليم بيت الازد بالكوفة)) (8) و ((بيت تميم في بني حنظلة أي شرفها)) (9) و ((في فلان البيت والشرف ، إذ ان بيت العرب شرفها ، والبيت من بيوتات العرب : الذي يضم شرف القبيلة .. وفلان بيت قومه أي شريفهم)) (10) ، وفي الكوفة عندما تردد المختار بن عبيد الثقفي عن بيعة عبد الله بن الزبير بالحجاز خاطبه أحدهم قائلا : ((مثلك يغيب عن مثل ما اجتمع عليه أهل الشرف وبيوتات العرب من قريش والأنصار وثقيف ، لم يبق أهل بيت ولا قبيلة إلا وقد جاء زعيمهم وعميدهم فبايع هذا الرجل)) (11) .

الحمد لله رب العالمين – حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده – والصلاة والسلام على الهادي البشير سيدنا محمد (ص) وعلى اله وأصحابه أجمعين ، وبعد أخذ الصحابة  شالسنة مشافهة ـ وبحرص متناه ليس له نظير ـ عن رسول الله (ص) الذي منعهم من تدوينها بادئ الأمر – وبعد تمكنهم وممارستهم لكتاب الله تعالى رخص لهم في التدوين فأمر بأن يكتب لأبي شاهٍ خطبته في حجة الوداع وكذلك كانت الصحائف التي ذكرت كتب تدوين السنة أسماء أصحابها كصحيفة جابر وسمرة وابن العاص  أجمعين .
وكانت الرواية الشفهية هي الطابع العام في نقل السنة وتناقلها من جيل الصحابة الى جيل التابعين ، حتى جاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي راودته فكرة التدوين يوم خشي دروس العلم وذهاب العلماء . فتحققت فكرته هذه على ارض الواقع إذ انتدب لهذا الأمر ابن شهاب الزهري وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ، فكان هذا الأمر مفتاح باب التدوين في السنة الذي فتح للناس على مصراعيه وكان لكل وجهة هو موليها في التدوين حرصا منهم على سنة نبيهم (ص) ، منهم من كتب المسانيد ، ومنهم من كتب المعاجم ومنهم من كتب ودون على ابواب الفقه وهكذا ، وقد تجشم هؤلاء الجهابذة الأفذاذ الصعاب وقطعوا الفيافي والقفار والقيام بالرحلات المضنية من اجل الحصول على سنة النبي (ص) من أفواه الثقات العدول .
ثم اتخذ التدوين في عصور المتأخرين شكلا آخر ، إذ كانت المدونات في كل علم من علوم الحديث على حدة ، فكانت كتب الغريب ، وكتب المراسيل ، وكتب الأحاديث المشتهرة ، والاخوة والأخوات ، وكتب الناسخ والمنسوخ التي نحن الآن بدراسة أحدها وأهمها وأفضلها باعتراف النقاد والحفاظ ألا وهو كتاب الاعتبار للإمام الحازمي .
بذل الحازمي فيه جهدا قل نظيره فكان صغيرا في حجمه كبيرا في مكنون درره وجواهره ، وقد قمت – بتوفيق الله وتأييده ـ بهذه الدراسة المتواضعة ـ لهذا الكتاب فجاءت في مبحثين :

الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ، والصلاة والسلام على خير عباده واكرم خلقه وخاتم أنبيائه ورسله محمد .
كانت الدولة المرابطية في المغرب تقوم على ازدواجية أحد طرفيها الفقهاء ، والطرف الآخر القبائل الصحراوية ، وهي ازدواجية تجلت في علاقة عبدالله بن ياسين بيحيى بن إبراهيم الدكالي ثم سار عليها فيما بعد أمراء المرابطين وفقهائهم ، ولا مغالاة في القول ابداً بأن دولة المرابطين دولة فقهاء،ولم تكن القبائل الصحراوية التي قامت على اكتافها الدولة ألا جهازها التنفيذي . أدى الفقهاء المرابطون دوراً اساسياً وفعالاً في توجيه السياسة المرابطية بألاتجاه الذي يرونه يتماشى ويتناسب مع اتجاهاتهم الدينية فلقد كان لهم باع طويل في اتخاذ القرارات السياسية والدينية التي كانوا يملونها على الأمير علي بن يوسف بن تاشفين والتي كان لها آثار ونتائج سياسية سلبية قد أدت إلى أفول نجم الدولة المرابطية وزوال ملكها .
كان المذهب المالكي هو المذهب الرسمي للدولة المرابطية الذي كان قائماً على مبدأ منع التأويل وتفسير المتشابه من الآيات القرآنية وتحريم علم الكلام في كافة مدارس الدولة وقد اهتم هؤلاء الفقهاء بكتب الفروع ( فروع الأمام مالك ) إذ عملوا بمقتضاها ونبذوا ما سواها حتى تناسوا النظر في كتاب الله وسنة نبيه . كان لهذا المسار الذي سار عليه المرابطون فقهاء وساسة اثر كبير في بروز من يعارض ويصارع هذا المسار وقد تمثلت هذه المعارضة بشخص محمد بن تومرت ( مؤسس الدولة الموحدية ) إذ استغل هذا الصراع العقائدي ، وان كان يخبئ ورائه بلا شك صراعاً سياسياً مع فقهاء المالكية والسلطة السياسية القائمة لمواجهة الدولة وإسقاطها وتأسيس دولة يتزعمها بنفسه هي ( دولة الموحدين ) التي قامت على أنقاض الدولة المرابطية .
كان لفقهاء الدولة المرابطية تأثير واضح المعالم على شخصية الأمير إذ اجبروه على إصدار امراً يقضي بحرق كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي وكان لهذا الآمر اثر بارز في سقوط الدولة المرابطية كما عده أحد المؤرخين وكان أمر الإحراق هذا قد صدر بموجب فتوى من قبل الفقيه القاضي ابن حمدين قاضي قرطبة ،الاان هذا الامرلم يمر دون معارضة من قبل بعض الفقهاء في المغرب والأندلس إذ ناصروا الأمام الغزالي وكتابه الإحياء .
كان ما سبق مقدمة وموجز لهذا البحث فأن جاء وافياً بالمطلوب محققاً للغاية فبعناية الله ومنه،وان جانب ذلك فحسبي أني قد اجتهدت .

إن أهم ما يميز لغتنا العربية أنها حية تأبى الجمود والاضمحلال، فهي تنمو وتزدهر بتغير أحوال أهلها وتعدد مطالبهم ، فهي عرضة للتطور تبعا لطبيعة أفرادها الناطقين بها . لقد خصت العربية بمظاهر متعددة عكست طبيعتها الاشتقاقية ، وأنها أداة مرنة تلين لتلك الظواهر وتعمل على الإفادة منها لزيادة خزينها من الألفاظ، والارتقاء لجعلها مواكبة حياة أفرادها في أي عصر من العصور .
والنحت واحد من تلك المظاهر، وجنس من توليد الألفاظ ، وأن الأقدمين قد ذكروه وخصوه بالدراسة ووجدوا فيه حاجة في تلبية احتياجاتهم من الاقتصاد في الوقت والمكان .
من هنا جاءت دراستي لظاهرة النحت في العربية، وإبراز أثرها في تنمية الألفاظ من خلال تبيان حقيقة النحت، واختلاف دارسيه بين مانع ومجيز . فجاء بحثي موزعاً على مبحثين وكما يأتي :

ترتكز عملية التنمية الزراعية ( Agricultural development) على توفير مياه الري وتقاناته المختلفة ، فضلا عن استصلاح الأراضي واستخدام الأساليب الحديثة في الزراعة إنتاجا وتسويقا . والزراعة تقوم على أساس توفر مياه الأمطار أو المياه الجوفية أو السطحية ، ومشاريع الري(Irrigation projects ) واحدة من النمط الأخير ، وكان إنجاز مشروع الرصاصي واحد من تلك المشاريع القديمة – الحديثة في العراق .
لقد تم صياغة مشكلة البحث بالسؤال الآتي : ما هي الصورة الجغرافية لمشروع ري الرصاصي الحديث في قضاء سامراء ، وما هي علاقاته المكانية بشبكة الطرق وبالمستوطنات التي تموضعت في منطقة الدراسة .؟ أما فرضية البحث فتتلخص في إن أحياء هذا المشروع قد اسهم بشكل كبير في التنمية الزراعية وتوسع الاستيطان وزيادة الطلب على النقل عبر السنوات (1994-2004).
وبناء على ما تقدم فان الدراسة تهدف إلى بيان الدور الذي اضطلع به المشروع في تغيير نظم الري(Irrigation systems) ، وبالتالي الأنماط الزراعية في المنطقة ، وكيفية مواجهة المشكلات المرافقة لذلك بغية السيطرة عليها ، وتطوير المشروع باستمرار، بما في ذلك شبكة الطرق الريفية .
تتحدد منطقة الدراسة بالمقاطعات التي تمر بها قناة المشروع الرئيسة وفروعها البالغة (20) مقاطعة لعام (2003) (الخريطة رقم 1) . اعتمد البحث أسلوب الدراسة الميدانية (field work ) سبيلا له ، والتي تمثلت بمسح المشروع وتوزيع المستوطنات ، وأنماط الزراعة ونظم الري المعتمدة ، فضلا عن تعقب البيانات والإحصاءات في الدوائر ذات العلاقة ، وكان ذلك ذو فائدة كبيرة للوصول إلى الصورة الفعلية لخريطة المشروع ، إذا ما علمنا بان الدراسة الميدانية بأساليبها المتعددة عماد البحث الجغرافي ، وان الخريطة هي وسيلة وهدف الجغرافي في مراحل البحث كافة ، كما إنها تصمم لكي تشير إلى الخصائص المستقبلية للمنطقة المعنية بالدراسة(1) .