Abstract
الحمد لله رب العالمين يصطفي من عباده من يشاء , يخلق ويختار ويُعلي شأن الأخيار والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأتقياء والأبرار , وعلى آله المطهرين من الدنس والأوزار , وأصحابه الأشراف خيار الأمة بعد نبيهم والمحافظين على شريعته بكل ما أوتيت من أسرار , والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الاعتراف والإقرار .
وبعد.. فانه مما لاشك فيه هو أن أفضل عمل يقوم به الإنسان ويشتغل به في حياته اليومية ما يدل على المعرفة الحقيقية لما هو حلال أو حرام من جملة الأحكام , ولمعرفة ما هو الصحيح من الفاسد من الأعمال , وقد اخذ علم الفقه على عاتقه بيان كل ذلك , مكتسباً قداسته الدينية , وسلطانه الروحي .
وأحكامه شرعية صادرة عن الله وهي توجب طاعته ورضاه , وتحدث أخطار غضبه وسخطه عند مخالفيه , وذلك لان كل حكم من أحكام الدين يكون مقروناً بالإيمان بالله تعالى , ومرتبطا بالعقيدة وأركانها , فهي ليست أحكاما قانونية مجردة لا يشعر الإنسان لها بروابط يربطها في ضميره , أو يصلها بخالقه كما ورد في قوله : ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ .
ومعلوم أن هذا الفقه الإسلامي العظيم يتمتع بإمكانية كبيرة وعالية ومتانة قوية بتشريعاته التي تقف دونها كل التشريعات وتفتقر إليها كل المنهجيات والدعوات وبمخالفتها والوقوف ضدها تصاب بالمساس وكل التداعيات .
هذا : ويسر كلية التربية في سامراء أن تقيم مؤتمرها العلمي الثاني وبمحاور شتى منها ما هو علمي ومنها ما هو إنساني وشرعي ولمختلف العلوم , ولما كانت سامراء قد أصابها الكثير من المنغصات إبان فترة الاحتلال وما جرّ عليها من الويلات والنكبات أخرها الاعتداء على مرقد أئمتنا الأطهار – آل بيت رسول الله – والذي احدث ضجة وهزة عنيفة في العراق وكل بلدان المسلمين , وراحت محطات التلفزة والقنوات الفضائية تحدث إرباكا وتثير نقعاً وغباراً وتدس السم في العسل , تصوّر للعالم عن قصد – وباحتمال ضعيف – عن غير قصد بأن هؤلاء الأئمة الأطهار والعترة الأخيار لا نصيب لأهل السنة والجماعة معهم في شيء , فأحببت أن أكون مشاركاً في هذا المؤتمر العلمي ومن ضمن اختصاصي الفقهي حتى أسلط الضوء على المسألة من المنطوق الشرعي الفقهي ولأبين مدى محبة أهل السنة والجماعة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حتى لا تلتبس علينا الأهواء , وتختلط الأوراق , فكان لابد من تصحيح المفاهيم والوضوح الكامل في الرؤية من غير ما تعتيم , ومن اجل ذلك كانت مشاركتي في هذا المؤتمر ببحث جعلته بعنوان :