Abstract
التاريخ سجل لأحداث الماضي وعند البحث فيه , لابد أن يقف الباحث عند تاريخ مدينة الحلة وقد أسست
مدينة بجواري أقدم الحضارات الإنسانية وما زاله العراقيون يتغنون بأمجاد الحضارات التي وجدت على
أراضيها,وفيها شرعت أولى القوانين وعمرت العمائر وأسست الحضارات في مدينتها الأثرية التي هي
امتداد ً لها , وتأريخها الإسلامي منذ أن وطئ ثراها الأمام علي (ع ) في معاركه وسميت المنطقة بمشهد
الشمس إن هذه المعالم لا يمكننا تجاوزها ونحن نريد أن نكتب عن تأريخ الحلة التي بشهرتها طبقت إلا
فاق وتجاوزت جميع منعرجات التاريخ مما لها تأريخ سامق عريق امتد عبر عصور التأريخ المختلفة .
ولا زالت الحلة هي قلب الفرات الأوسط ومدينته المعروفة بتحضرها وثقافة أهلها وتقدمهم في كل
المحالات , وبعدها التاريخي أكثر شهرة من نسبتها إلى بني مزيد لأن تأسيسها في هذا المكان لم يكن
اعتباطاً كما هو الحال للمدن الأخرى بل جاء لسابقتها التاريخية وكونها منطقة مهمة لها مناخها
الخاص وتربتها الخصبة التي جعلت منها سكنا ً نافعا . ً مدينة الحلة من المدن المهمة في العراق ,
وإقليمها ذو الثراء الخصيب , كما أنها شكلت في فترة اضمحلال الخلافة الإسلامية في بغداد مركزا ً
للنفوذ ِ ولعبت دورا ً في اتخاذ القرار السياسي الذي مهد للمجتمع الحلي الدور الوطني لمقاومة التسلط
العثماني , وقد أبدت مدينة الحلة الغامرة بثقافتها وموقعها وقيمها الأصلية لتظهر مدى الخطوات
الجهادية والنضالية التي قدمها الحلبيون ضد الوجود العثماني الذي عانى منه العراقيين
جميعا ً , وقد تمثلت المرحلة من تأريخ العراق الحديث خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
من المراحل المهمة التي مرت على العراق والتي تبين فيها الوضع السياسي الداخلي من عدم الاستقرار
وكثرة حركات الانفصال والتمرد عن السلطة المركزية من جانب وعن حكومة إدارة الولاية من جانب
أخر وكذلك عدم التوافق بين حكومة الولاية ورعاياها والذي تمخض عنه كثرة الثورات والإرباك
السياسي . لقد تناول البحث موضوع ( الحلبيون ودورهم الوطني في أواخر العهد العثماني المتأخر ) لما
حققه هذا الدور .