Abstract
يُعد فهم المقروء الأدبي الغاية المراد تحقيقها من خلال قراءة النصوص الأدبية , قراءة فاحصة لأن الغرض الأساس من القراءة هو تركيب المعنى أو استنتاجه, وهذا التركيب يمثل بمجمله مجموعة من المعارف و الخبرات والمهارات التي يمارسها قارئ النصوص الأدبية ويعمل على تنميتها من خلال استراتيجيات تدريسية.
لذلك من هذا المنطلق ينبغي أن يكون الطالب في العصر الحديث في ظل ما متوفر لديه من التقنيات التكنولوجيا الحديثة معتمداً على نفسه في اكتساب المعرفة , ناشطاً في البحث , مكتشفاً للمعرفة , منظمـــاً لها , متحكماً بنتائجها , قادراً على اتخاذ القرار المناسب واصدار الحكم بشأن عملية تعلمه , وواعياً بطريقة تفكيره , مؤمناً بقدراته , واثقاً بنفسه , متحملاً مسؤولية قراراته ( دروزة , 1994 , ص128 ) .ومن خلال مقابلة الباحث لعدد من مدرسي اللغة العربية , وجد أن الطريقة المستعملة في تدريس النصوص الأدبية غالباً ما تكون , أن المدرس يقرأ القصيدة , ويشرحها بنفسه بيتاً بيتاً , و يشرك الطلاب من خلال توجيه الأسئلة عن بعض معاني الكلمات الواردة في النص , وغالباً ما تكون مشاركتهم قليلة .أي أننا نفهم من هذا الامر أن دور الطالب غالباً ما يكون سلبياً . لأنه يقرأ النص لحفظه عن ظهر قلب دون التمعن في عناصره و مناسبته , أو دون ادراك لظروف العصر الذي قيلت فيه القصيدة ( إسماعيل , 2005 , 296 )فالمشكلة أن – الكثير – من مدرسينا في المرحلة الاعدادية معتمداً على الطرائق التقليدية القديمة في تدريسه للأدب و النصوص و غير مطلع على المستجدات التربوية في مجال طرائق التدريس , حيث أن الطرائق القديمة تركز على المدرس و تشجع الطلبة على التلقين , واتخاذ جانب السرد , و الطالب في هذه الحالة شارد الذهن , قلما يتجاوب مع المدرس, و لا يلتفت لما يقول و إن ألتفت فبقليل من التركيز , و هذه الطريقة جدواها قليل ( عطا , 2006 و ص346 ) .على الرغم من كثرة الدراسات و البحوث التي اجريت لتيسير تدريس اللغة العربية , فإن الشكوى من ضعف الطلاب في فروعها المختلفة و منها مادة الأدب و النصوص مازالت مستمرة , حيث وجد أن من نتائج البحوث في أسباب العزوف عن قراءة النصوص الأدبية في المرحلة الإعدادية طريقة تدريس بعض المدرسين غير المشجعة , لأن البعض يركز على الحفظ الآلي للمادة التعليمية من دون التركيز على فهم المقروء الأدبي. ( المعموري , 2005 , ص64 – 65 بتصرف ) لذلك يمكن للمدرس من خلال الاستراتيجيات الحديثة في التدريس التغلب على الصعوبات التي تواجهه في حصة الدرس من حيث ضيق الفترة الزمنية , وزيادة عدد الطلاب وازدحام المقرر الدراسي , بأن يستخدم المدرس أسلوب "التعيينات " أي تقسيم الطلاب الى مجموعات , ويكون دور المدرس هو المرشد و الموجه و الحكم . ( إسماعيل , 2005 , ص298 ) لذلك لجأ الباحث الى هذه الاستراتيجية للحصول على طلاب يعتمدون على انفسهم في البحث عن المعرفة بالتعلم المنظم ذاتياً من خلال موضوعات المنهج المطروح في مؤسساتنا التربوية لتنمية الشعور و الاتجاه الايجابي نحو مادة الدرس , و تفعيل دور الطالب و جعلة محور العملية التعليمية .