Journal Human Sciences

يُعَدُّ النص القرآني من أبرز النصوص المثمرة إن لم نقل أكثرها ثمراً فهو منذ أن نزل على النبي محمد (ص) إلى اليوم يمثل الباعث الأبرز للعلوم بكل مجالاتها بشكل عام ولعلوم العربية بشكل خاص.
من هذا المنطلق كانت الرغبة في كتابة بحث عن موضوع (التقديم والتأخير في سورة يونس) المباركة لما يمثله هذا الموضوع من أهمية لارتباطه بأكثر من علم من علوم اللغة العربية ولاسيما البلاغة والنحو .
وبعد أن ثبت أسلوب(التقديم والتأخير) بحثت عن ما فيه فقررت أن أدرس اثر هذا الأسلوب في النص القرآني فكان بحثي بعنوان ( أثر التقديم والتأخير في النص القرآني- سورة يونس أنموذجاً-).
وقد اخترت هذه السورة لقلة الدراسات التي درستها، فضلاً عن تضمنها لشواهد كافية للدراسة.
قسمت بحثي على تمهيد ومبحثين جاء التمهيد تحت عنوان (مدخل نظري) تناولت فيه (التعريف، الأهمية، الأسباب) بمعنى التعريف بالتقديم والتأخير وأهميته عند علماء اللغة العربية وكذلك وقفت عند أسباب مجيئه في الكلام .
أما المبحث الأول فقد جاء تحت عنوان (التقديم والتأخير في الجمل الفعلية) وعرضت فيه معظم الآيات التي وردت في هذا العنوان محاولاً الكشف عن الأثر الذي تركته جملة التقديم والتأخير في النص الذي وردت فيه وقد تكرر هذا المنهج على ايات المبحث الثاني الذي جاء تحت عنوان (التقديم والتأخير في الجمل الاسمية).

كتاب لغات القرآن الكريم جمع فيه الفراء لغات العرب في الألفاظ القرآن الكريم والقراءات الواردة فيها فنجده في اغلب الأحيان يشير إلى اللغة وينسبها إلى القبيلة ويذكر القراءات والقراء، ونجده يبين الفرق اللفظي والمعنوي صرفياً وصوتياً ونحوياً ومعجمياً بين اللغات والقراءات المختلفة .
ولكن الذي يريد البحث تسليط الضوء عليه هو النقد اللغوي في هذا الكتاب، إذ إن الفرّاء يبث آراءه ونظراته في اللغة والقراءة يمكن أن يجعله ناقداً لغوياً إلا انه كثيرا ما يذكر الرأي اللغوي وفقاً لما يراه شخصياً وما يناسبه أو يقبله من غير تعليل أو توضيح .
ومن جملة ألفاظه التي استعملها للنقد اللغوي : (توهموا، هي من الشاذِّ، جيدة ، وأحسنُ ذلك أمرٌ، أفصحُ وأعربُ، مرفوضة، أحب إلي، وليس هذا بجائزٍ في العربيةِ، لست أشتهي ...).
وعليه يقسم البحث على وفق المستويات اللغوية التي ورد فيها نقد لغوي من الفراء، مع الإشارة إلى المعايير التي اعتمدها الفراء في بيان نقده مثل القرآن الكريم والقراءات والحديث النبوي الشريف والشعر وأقوال العرب .

البحث رد ونقد لبعض المسائل اللغوية والنحوية التي ادعى الدكتور أحمد حاطوم أنها فاتت النحويين ومنها:( انقطاع السلسلة الكلامية ) فقد زعم أن هذا المصطلح لم يعرفه أحد إلاَّ هو , والزعم الثاني :( ظهور الفاعل مع جملة نائب الفاعل المتقدم) والثالث : (سقوط إعراب العلم المعرب ) وبعد البحث والتقصي أثبتنا أنَّه (رحمه الله) كان على وهم بائن.

سأم المجتمع اليهودي من كثرة الحروب ودوامة العنف المتواصل, وأحس بزيف الإدعاءات الصهيونية في السلام والأمن في فلسطين؛ فبدأ الشعراء بالتعبير عن رفض ممارسات دولتهم التي لم تتمكن من تحقيق أهدافها في دولة يعيش فيها اليهود بسلام؛ فنتج ما يُعرف بـ "أدب الإحتجاج السياسي" الذي كان الشعر هو المعبر فيه عن حالة المجتمع الإسرائيلي, والذي توج بصدور المجموعة الشعرية "בעט ברזל" "بقلم من حديد" شعر الاحتجاج العبري 1984- 2004 للأديبة الإسرائيلية طال نيتسان, والتي تحتوي على (49) قصيدة لـ (45) شاعراً يهودياً, وتم اختيار سنة 1984 لبداية المجموعة في أعقاب مذبحة صبرا وشاتيلا مروراً بالانتفاضتين وما رافقهما من أحداثٍ شبه يومية تعكس حالة الرعب الذي تملك اليهود. وقد قسمت الدراسة الى محورين هما:
المحور الأول: صراع الشخصية الإسرائيلية بين الموت والاحتلال: يتضمن معرفة دواخل ومكنونات الشخصية الإسرائيلية وهي تعيش حالتين متناقضتين يتمثلان باحتلال إسرائيل للأرض العربية, والموت المحدق بها جراء العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون بشكل شبه يومي.
المحور الثاني: تأنيب الذات الإسرائيلية وجلدها: يتضمن جلد الذات والشعور بالخزي والعار الذي انتاب اليهود جراء عمليات القتل والانتقام التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
ثم الخاتمة والمصادر التي استندت إليها الدراسة. والحمد لله أولاً وآخراً

تحاول هذه الدراسة أن تتفيأ استكشاف المقاييس الأسلوبية في كتاب (البديع في نقد الشعر) الذي تناول فيه مؤلفه موضوعات أسلوبية مختلفة تتوافق إلى حدِّ ما مع ما جاء به المنهج الأسلوبي المعاصر إنطلاقاً من الجانب النظري والتطبيقي، إذ تُعد هذه المدونة أساساً في ضبط خصائص الأسلوب المتميز للنص الأدبي .
وتمثل المقاييس الأسلوبية قيم تتجسد في العمل الإبداعي من حيث اللغة والبلاغة ، بوصفهما مقومان أساسيان للشعرية العربية ، فقد ارتبطت هذه المقاييس في جسد النص الإبداعي ، وتتجلى فيه من خلال ضروب البلاغة المختلفة التي تسهم في بنائه ..

إن دراسة الخدمات السياحية والعناية بها تعد من الضرورات الملحة في وقتنا الحاضر ؛ لأنها تشكل العصب الاقتصادي للتنمية السياحية خصوصاً فيما تطّوّرت من اجل زيادة الجذب السياحي من طريق العناية بجودتها ونوعيتها .
وتعد منطقة الدراسة من المدن العراقية الدينية التي شكلت موروثاً حضارياً ، وتاريخياً، وسياحياً من خلال تعدد وظائفها الحضرية ، وتطورها العمراني ، واصبحت فيما بعد مثالاً للنشاطات والفعاليات السياحية . ومن ابرزها خدمات السياحة الدينية التي ما تزال تمثل ركناً مهما ً في تطور اقتصاد المدينة ، ونظراً لأهميتها السياحية واحتضانها لمراقد الاولياء والصالحين وفي مقدمتهم مرقد الامام علي (عليه السلام) ، ومرقد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (عليهم السلام) فضلا عن المساجد مثل مسجد الكوفة ومسجد السهلة ، مما جعلها تمتاز بصفة الاصالة السياحية ،فيتخذ السائح من منطقة الدراسة محلاً مناسباً للتقرب والعبادة . الامر الذي يتطلب توافر حزمة متنوعة من الخدمات السياحية؛ وفي مقدمتها خدمات الفنادق السياحية والشعبية التي تضم خدمات الغرف والاّسرة ، فضلاً عن عدد ليالي المبيت . أما خدمات المطاعم السياحية والشعبية التي تختص بتقديم خدمات الطعام والشراب؛ ومختلف الاطباق من الأكلات الشرقية والغربية فقد أخذت تعتمد على عامل المنافسة من خلال نوعية الطعام المقدم للضيوف وجودته وفيما يخص خدمات شركات السفر والسياحة التي تقدم خدماتها مثل حجز الغرف الفندقية ، وقطع تذاكر الطيران ، فضلا عن البرامج السياحية التي تقوم بإعدادها خلال العطل الصيفية ، فتعتمد في ذلك على الترويج السياحي من خلال الإعلان والدعاية السياحية ، وقد تطورت الخدمات الترفيهية مثل خدمات المقاهي ، والمتنزهات ، والحدائق العامة ، وخدمات الاندية الرياضية ، وعلى غرار تلك الخدمات أخذت الجهات المسؤولة عن المراقد الدينية بتقديم خدمات اخرى للسياح الوافدين مثل خدمات الاقامة في الفنادق التابعة لها وخدمات الطعام والشراب، وهذا بالتأكيد ولّد لدى السياح الوافدين الرغبة في التواصل في تكرار الزيارة في اكثر من مرة، وبعبارة اخرى ان هناك طلباً سياحياً حقيقياً بحاجة الى تقديم خدمات متميزة بكفاءة عالية وبجودة متميزة ، وهذا يتحقق من خلال معرفة التوزيع الجغرافي للخدمات السياحية المتوافرة في المنطقة ثم معرفة مراكز الثقل الخدمية من أجل الكشف عن مواضع الخلل والضعف ليتسنى لأصحاب القرار في المنشآت السياحية من معالجة نواحي القصور وتقوية نقاط القوة .

تتناول هذه الدراسة تأثير موقع العاصمة على قوة العراق الجيبولتيكية ، بهدف تحليل عناصر الموقع وتأثيره على القوة الجيوبولتيكية لمدينة بغداد التي تمثل عاصمة العراق ، التي استمرت عاصمة للدولة مدة طويلة ولازالت ، والكشف عن مستقبلها في ضوء خصائص الموقع ، لما للعاصمة من أهمية سياسية على المستوى المحلي ، والإقليمي ، والدولي ، ومن بين أبرز نتائج الدراسة هو أن موقع العاصمة يؤدي دورً كبيراً في التأثير على قوة الدولة ، وأن لمدينة بغداد بما تمتلكه من ميزات وموقع مثالي سيؤدي إلى استمراها عاصمة للعراق ، وإنﱟ التفكير بإيجاد موقع بديل للعاصمة العراقية ليس بالأمر السهل في ظل الوضع الراهن ، ولكن قد تفقد العاصمة مكانها وتأثيرها الجيوبولتيكي اذا ما تفاقمت مشاكلها ، ويمكن اختيار موقع بديل يلبي المتطلبات المحلية بأن يكون في موقع مركزي قدر الإمكان مع مراعاة الخصائص الطبيعية والبشرية والتأثير السياسي مع احتفاظ مدينة بغداد بإرثها الحضاري .

تعد الصناعة اللبنة الاساسية للتقدم الاقتصادي وتطوره التي منها تنطلق بقية المجالات نحو التنمية , وعليه فجاءت تلك الدراسة لمعرفة محفزات الاستثمار التي قامت عليها المصنع منذ القدم وماهي المعوقات التي تعاني منها ومعالجتها باعتبار منتجاتها أحدى الضروريات الحياة الاساسية للإنسان , وصناعة النسيج تعد من أقدم واهم الصناعات في العراق بصورة عامة ومحافظة بابل (مدينة الحلة) بصورة خاصة نتيجة لتوفير مستلزماتها الاولية كالقطن والصوف , أضف الى توفير الخبرة والمهارة الفنية لدى سكانها , وخلال مجريات الدراسة اتضح أن المصنع يشهد تذبذب وانخفاض في كميات الانتاج وكمية المبيعات نتيجة لعدة اسباب ابرزها هو استيراد المواد الاولية التي تعد نقطة الاساس للمصنع , فضلا عن نقص رؤوس الاموال وقلة الدعم المالي من السياسة الحكومية , كذلك انقطاع التيار الكهربائي المستمر مما يسبب في تلكؤ العملية الانتاجية , كذلك الظاهرة التي يعاني منها المصنع بالرغم من كثر عدد البطالة في منطقة الدراسة وهي نقص عدد الايدي العاملة وانخفاضها من سنة لأخرى إذ بلغت في سنة 2020 بنحو (438) عاملاً.

تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للموقع الجغرافي للبحر الاحمر ، وعلى الصراع في المنطقة والأطراف الفاعلة فيه والتي تتمثل بالقوى الإقليمية : ( المملكة العربية السعودية ، و إيران ، والكيان الصهيوني وتركيا) والقوى العالمية : ( الولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا ، والصين)، فضلاً عن مستقبل الصراع في البحر الأحمر .

تعد الخدمات الصحية احد القطاعات المهمة المرتبطة بالتنمية البشرية وحظت بأهمية كبيرة في دراسات جغرافية المدن التي تسعى جميع دول العالم الى تطويرها ورفدها بكل ما يلزمها لأنها تتعلق بصحة الفرد والمجتمع، وان خدمات الرعاية الصحية الاولية تعد من الخدمات المهمة والاساسية ، تقوم الدراسه في دراسة المراكز الصحية في نواحي قضاء الهاشمية وتالف البحث من ثلاث مباحث اهتم المبحث الاول دراسة العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية المؤثرة على المراكز الصحية في منطقه الدراسة وتم دراسة الواقع الصحي المراكز الرعاية الصحية الاولية في نواحي قضاء الهاشمية في المبحث الثاني، وضم المبحث الثالث دراسة كفاءة وكفاية تلك المراكز فيها، وقد تبين من خلال الدراسه انا مستوى المراكز الصحية في قضاء الهاشمية جاء بواقع متدني جدا و هنالك نقص كبير جدا في عدد المراكز الصحية الرئيسية معتمدين بذلك على المؤشر البشري للمعيار الصحي العراقي وهنالك ضعف في كفاءه تلك المراكز الصحية وتمثلت بقله كوادرها الطبية في مؤسساتها، كما انه توزيع هذه الكوادر كان يشوبها الخلل في اغلب المراكز وهنالك عدم توازن بحيث ان توزيع هذه المراكز لا يتناسب مع عدد السكان الموجود.

ركزت هذه الدراسة على ابرز الخصائص الفيزيائية لنهر الفرات ودورها في تلوث مجرى النهر في قضاء المسيب والبالغة مساحته (928) كم2 ، احد الاقضية التابعة لمحافظة بابل يمثل (18.13%) من إجمالي مساحة المحافظة البالغة ((5119 كم2، تم مناقشة التحليل المكاني والزماني لتلوث مياه نهر الفرات في منطقة الدراسة، بواسطة تحليل مصادر التلوث سواء كانت طبيعية ام بشرية، ثم اخضاعها للتقييم وفق لائحة المحددات العالمية والمحلية وتحديد صلاحيتها لمختلف الاستخدامات البشرية ولا سيما تقييم استخدامها للشرب والري ومعيشة الاحياء المائية والصناعة والانشاء والبناء، وفقاً لنتائج التحاليل المختبرية لعينات مياه نهر الفرات، اذا تم جمع وتحليل (16) نموذجاً من (10) مواضع متباينة على مجرى النهر وبواقع مدتين زمنية متمثلة بالشتاء و الصيف، وقد تم تحليل اربعة عناصر ومركباً فيزيائياً للمياه ولمدة موسمين ، وتمثلت الخصائص الفيزيائية بدراسة ( درجة حرارة المياه، نفاذية الضوء، العكارة (NTU) و التوصيلة الكهربائية).
في ضوء هذه المعطيات خُلصت الدراسة الى ان للخصائص الطبيعية والبشرية دوراً واثراً هاماً في تلوث مياه نهر الفرات، اذ من خلال نتائج التحاليل المختبرية تبين ان تراكيز الملوثات تتباين موسمياً ومكانياً وتزداد بالقرب من المستقرات البشرية وبتراكيز مختلفة وفقاً للائحة المحددات العالمية.

تعد الصناعات الحرفية الصورة الحقيقية للواقع الصناعي البسيط والتراثي التاريخي للتطور في اي مكان تظهر فيه. ولعل اغلب مدن العالم تمتاز بصناعات حديثة معينة قد تختلف عن مدن اخرى كونها ارتبطت هذه الصناعات بواقع بيئي وتاريخي اسهم في ظهورها وتطورها حتى أصبح البعض منها له مكانة بارزة في اقتصاد المدينة سواء بالنسبة لأسواقها او للعاملين فيها. وقد تتشابه هذه الصناعات في مدن معينه اما لتقاربها او لتشابه بيئتها. وفي كل الاحوال ان هذه الصناعة تمثل حقبة زمنية معينة بعضاً منها استمر في العمل والوجود والبعض الاخر بأقل وذهب لعدم القدرة في مواكبه التطورات الحديثة للصناعة نفسها.
مدينة الحلة أحد مدن العراق التابعة لمحافظة بابل في منطقة الفرات الاوسط، ظهرت فيها مجموعة من الصناعات الحرفية التي لا تزال بعضاً منها له وجوداً من اسواق المحافظة والعراق كالصناعات النسيجية. تتأثر هذه الصناعات بمدى الربح الذي يجنيه صاحب الصناعة وكذلك الردعم الحكومي لها. فأن فقدت هاتين الميزيتين غابت واختفت كما هو الحال في صناعة تنور الطين والمراوح اليدوية وسلال الفواكه وأسره النوم. تمتاز مدينة الحلة بأنها مدينة أثرية وان تطور الصناعات الحرفية فيها يعد سوقاً بما يتلاءم وحاجات الزائرين اليها. إذ تعد هذه الصناعة واجهة حضارية لواقع العراق والمدينة وكذلك لأقتصادها

تطرق البحث الى موقف المفكر الفرنسي فولتير من الحادثتين التاريخيتين، الاولى حادثة زلزال لشبونا التي وقعة في البرتغال عام 1755 أذ تأثر فولتير عندما حصلت الحادثة نتيجة الخراب والدمار الذي حل بسكان مدينة لشبونا حينها، وكتب قصيدة عنها اما المؤرخون الفلاسفة الذين كانوا يرون ان كل شيء في الدنيا خير فرد عليهم فولتير ان ليس كل شيء في الدنيا خير ورأى ان زلزال لشبونا هو حادثة طبيعية متكونه من زمان ومكان، اما الحادثة الاخرى حرب السنوات السبع فهي متكونه من زمان ومكان وانسان فكان موقف فولتير ضد الحرب لما تسببه من الدمار والضحايا، اذ تعد حرب السنوات السبع صراعاً جرى بين ارجاء متعددة من العالم في اوربا وامريكا الشمالية والهند، وقد كان لفولتير دوراً في الترويج لأنهاء الحرب عندما ارسل الى ايتان دي شواسول في 6 ايلول 1762 عندما كان الاخير في كندة فقد شجعة على السلام ، وبعد مضي اربعة اشهر انتهت الحرب، وعقدة معاهدة باريس 1763.

شكلت الجزيرة العربية أحد أهم مناطق ومراكز الحضارة الانسانية العالمية عبر الفترات التاريخية والحضارية لهذه الحضارة التي ساهمت حضارة الجزيرة العربية بإغنائها واشعاعها الانساني وتكاملها مع الحضارات الانسانية الاصلية المعروفة في العالم مشكلة بوتقة ومرتكزاً حيوياً هاماً من بودقات الانصهار الحضاري الذي أمد الانسانية البشرية بكل عناصر ومقومات الحضارة والتطور والتمدن والارتقاء الفكري والانساني خلدت تلك الحضارة بمنجزاتها وتأثيراتها عبر العصور والاجيال المتعددة والمتلاحقة. وقد حظيت حضارة الجزيرة العربية بمقومات وعناصر مميزة ومكنتها من أخذ دورها وشق طريقها نحو العالمية لآلاف السنين ومنها موقعها المميز بين ثلاث قارات هي آسيا، أفريقيا وأوربا الذي جعل طرق المواصلات الدولية التي تربط بين تلك القارات الثلاث عبر اراضيها مما كان له تأثيره الكبير على الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية فيها. كما أن وجود مراكز العطاء الحضاري المتقدم في اطرافها ووجود حاجة ملحة للتبادل التجاري عبر أراضيها قد أفسح المجال لنشوء مدن على طرق التجارة التي تربط شمالها بجنوبها مما جعل هذه المدن مراكز للتبادل التجاري والتفاعل الحضاري.
وتمثل اهمية دراسة آثار منطقة الجزيرة العربية في القاء الآفاق الجديدة التي تبين وتبرز الجوانب الحضارية والتاريخية لهذه المنطقة منذ أقدم العصور، إذ قدمت أعمال المسح والتنقيب التي أجريت فيها اسهامات هامة متعددة في اعادة تركيب تاريخ هذه المنطقة وابراز دورها بين حضارات منطقة الشرق الأدنى القديم. وقد كشفت تلك الأعمال والمسوحات والتنقيبات الأثرية عن مخلفات وبقايا وآثار رسمت الصورة الحضارية المتكاملة للمنطقة بما مثلته من جوانب وسمات أعطيتها بعداً وعمقاً تاريخياً وحضارياً وكشفت عن تاريخ موغل في القدم يمتد لآلاف من السنين كما كشفت عن اعمق وأقدم صلاتها مع المراكز الحضارية المعروفة في المنطقة وقيام مراكز وحضارات متعددة ومتنوعة فيها والتي سنتناولها ونتطرق اليها في البحث. وتنعكس الآثار القديمة المكتشفة في منطقة الجزيرة العربية بالإضافة إلى عمقها التاريخي والحضاري عن دلالات ومفاهيم حضارية عدة سنحاول أن نركز عليها ونتطرق إليها بشيء من التفصيل والتحليل والاستنباط والتي من خلالها ولأهميتها الكبيرة والبالغة تولدت وانطلقت فكرة البحث في مضمون هذا السياق الذي يتناول هذا الموضوع لأهميته التاريخية والحضارية الكبيرة لحضارة موغلة في العمق التاريخي والحضاري وحلقة كبيرة وهامة ومكملة لحضارات منطقة الشرق الأدنى القديم خاصة والحضارات الانسانية عامة.
شمل البحث ثلاث مباحث حاولنا من خلالها عرض وحصر المعلومات الخاصة به من خلالها بما يوضح فكرته ومضمونه بما يلائم الصورة العامة له والمعلومات المتعلقة به ويكشف من خلالها اهميته وبعده وعمقه التاريخي والحضاري. إذ تناولنا في المبحث الاول الجزيرة العربية ودورها التاريخي والحضاري ابان العصور القديمة كتمهيد تاريخي وحضاري. وابراز لهذا الدور الكبير والهام عبر العصور القديمة ومكانته ودوره وتأثيره على حضارات المنطقة جمعاء. فيما تطرقنا في المبحث الثاني إلى التنقيبات الأثرية التي أُجريت في المنطقة ودورها في الكشف الآثاري للآثار والمخلفات القديمة فيها مشيرين إلى أهم نتائج تلك التنقيبات وما كشفته من آثار ومخلفات وبقايا أعطت صورة واضحة وجلية لتاريخ وحضارة المنطقة وأصالتها تاريخياً وحضارياً. وتناولنا في المبحث الثالث أهم الدلالات الحضارية للآثار القديمة في الجزيرة العربية التي مثلت دلالات ومفاهيم وجوانب حضارية كبيرة وهامة حاولنا استنباطها من خلال دراستنا وتحليلنا لتلك الآثار والمخلفات الهامة.

مثّلت عملية تأميم شركة النفط الأنكلو – إيرانية في عام 1951 بداية مرحلة جديدة في سياسة إيران الخارجية التي انتهت بسقوط حكومة الدكتور مصدّق في عام 1953، وليس هناك من قرار آخر في تأريخ السياسة الخارجية الإيرانية قبل عام 1951 يضاهي قرار تأميم النفط هذا من حيث المضاعفات بعيدة المدى التي افرزها على الصعيدين المحلي والدولي، وقد سبق لإيران أن أقدمت على اتخاذ قرارات عديدة في مجال السياسة الخارجية، قرارات كبيرة من حيث الأهمية، إلا أنها لا يمكن أن تقارن بأي حال من الأحوال مع قرار التأميم من حيث النتائج والتداعيات.

حازت الحشرات على وافر الاهتمام في النصوص الوضعية والتي عالجت كينونتها واهميتها، ووقفت على اصنافها المؤذي منها واللطيف، وآلية توظيفها وابعادها، كذلك استعملت في النصوص المقدسة؛ لغايات مختلفة، الغرض منها الوقوف على فوائد هذه الحشرات ومن نواحٍ عدة.

(الفرَّه) هي الحظّ، والعَظَمَة، والسّعادة، والنُّور الَّذي فاض مِن الذات الإلهيّة، وأصبح هالة مُضيئة فوْق الأشخاص الَّذين يَنالُونها، هي الكارزما( ) الإلهيّة الَّتي تتلبّس العظماء والقِدّيسين. ستُسلِّط هذِه الدِّراسة الضّوْء على التّوْفيق الإلهيّ (الفرَّه) في المُعتقدات الميثيو دينيّة الإيرانية القديمة في ضوْء نُصوص الكِتاب المُقدّس لِلدّيانة الزّرادُشتيّة (أفستا)، وستستعرض معانيُها العديدة، وتسميَتُها، ومفهومُها، وأنواعُها، وأهمّيّتُها، وتوْظيفُها سياسياً. وستتطرّق إلى الَّذين حازوا على هذا التّوْفيق الإلهيّ، والأسباب الَّتي أهِلّتهُم لِذلِك، ونتائِج هذِه القوّة الإلهيّة الَّتي مُنِحت لِهُم سواء أكان على الصّعيد الذّاتيّ الرّوحيّ أم المُجتمعيّ، وعدم استمرار هذا التّوْفيق الإلهيّ مُلازِما لِلأشخاص الَّذين حازوا عليه؛ والأسبّاب المؤدية إلى اِنفِصال عُرى هذا المُلازمة، ومُغادرة الفرَّه لِهُم. وستتطرق أيضاً إلى حالهم حين مُغادرة التّوْفيق الإلهيّ وعونه لِهُم.

في ظل التطورات التي اتسمت بتصاعد حدة الاحتقان والتوتر بين الإسلاميين والعلمانيين بزعامة العسكر والتي اتهمت الإسلاميين بالسعي لتغيير طبيعة النظام واسلمة مؤسساته ، ولد حزب العدالة والتنمية ، الذي اخذ هذا الإرث من الشكوك يلاحق هذا الحزب الجديد وينظر إليه بأنه امتداد عملي للتيارات الاسلامية السابقة ، لذلك فقد اعتمدت قيادات الحزب أساليب جديدة في العمل تحول دون مواجه مع النظام وطبيعته المتجذرة وعدم إعطاء المبررات لتكرار أحداث عام 1997م ، وفي الوقت نفسه حاول الحزب بلورة فلسفته الاسلامية السياسية وتحقيق تفاعلها في بناء الدولة والامة تدريجيا مع مراحل وصوله الى الحكم وتجذير وتوسيع قاعدته الشعبية والبرلمانية في البلاد . جاء الاختيار لموضوع الاسلام السياسي ودوره في ادارة الدولة : تجربة العدالة والتنمية في تركيا انموذجا 2002 - 2007 ، للوقوف على ابرز التحولات التي طرحها في منهج ادارته وفق فلسفة الاسلام السياسي الجديدة . تضمن الدراسة ثلاث مباحث رئيسة فضلا عن مقدمة وخاتمة ، استعرض الاول : الاسلام السياسي في تركيا من حيث المفهوم والجذور ، فيما عرض الثاني : ظهور حزب العدالة والتنمية ووصوله الى السلطة في تركيا ، اما الثالث : تضمن منهجية حزب العدالة والتنمية في ادارة الدولة .

بسم الله الواحد ,الاحد , الفرد الصمد , والصلاة والسلام على النبي الأكرم سيد العرب والعجم محمد وعلى ال بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .
تعد المبالغات ظاهرة بارزة في الروايات التاريخية أيان العصور الإسلامية , فمنها مبالغات محمودة أو مقبولة وأخرى مبالغات مذمومة ومرفوضة , إذا تشكل المبالغات المذمومة احدى إشكالات البحث في التاريخ الإسلامي لأنها تمثل احد أٍسباب التضليل والتشويه للحقائق التاريخية , لما تحمله من معاني واوصاف تدل على الزيادة عن الحد وخروج عن الحقيقة.
يهدف البحث إلى الوقوف على معنى المبالغات وأسباب ظهورها , وأنواعها وكيفية التعامل معها باستخدام شواهد منتقاة من بعض الروايات في تاريخ البصرة أيان العصور الإسلامية .
قُسم البحث على أربعة مباحث , خصص المبحث الأول منها للتعرف على المعنى اللغوي و الاصطلاحي للمبالغة , والالفاظ الدالة عليها والمرادفة لها , وسلط المبحث الثاني الضوء على اقسام المبالغة وهما المبالغات المحمودة واستخداماتها في القران الكريم والحديث النبوي الشريف وفي الشعر الأمثال ,المبالغات المذمومة التي تركزت بشكل كبير في العديد من الروايات التاريخية , واختص المبحث الثالث على تحديد أسباب بروز المبالغات ,بينما ركز المبحث الرابع على انواع المبالغات في الروايات التاريخية وسبل التعامل معها وقد شكل هذا المبحث ثقل البحث كونه مدعم بالشواهد التاريخية المنتقاة من تاريخ البصرة عبر العصور الإسلامية ,وهي على ثلاثة أنواع مبالغات عددية ,ومبالغات لفظية ,ومبالغات وصفية .
وتم الاعتماد على مجموعة من المصادر الأولية والمراجع الحديثة المتنوعة والله ولي التوفيق .

كانت اليابان صاحبة سجل استعماري كبير مع الدول الاسيوية فهي صاحبة مبدأ مونرو الاسيوي التوسعي غير ان هذه المرة غيرت طوكيو اسلوبها واستخدمت الاقتصاد كطريقة جديدة للتعامل مع جيرانها وحرصت بعد ان اجتازت ارهاصات الحرب العالمية الثانية وتداعياتها على بناء علاقات متوازنة مستخدمة هويتها الاقتصادية الجديدة كتعبير سلام وكجسر يوثق العلاقات بينها وبين الدول وكتكفير وتعويض عن تاريخها الاستعماري ،ولذلك تاتي اهمية هذه الدراسة لتضاف الى الدراسات التي وضحت الجانب الاقتصادي من التاريخ الياباني .
إن التجربة اليابانية هي تجربة فريدة من نوعها كانت وما زالت محط إعجاب العالم أجمع، وأحد أهم المكونات الأساسية في تلك التجربة هي تاريخ علاقات اليابان وسياساته مع الدول الأخرى لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية ، وان أحد الأركان الأساسية في توجيه وتحديد تلك السياسة هو ما يمكن ان نطلق عليه جماعات الضغط اليابانية التي كانت ناجحة الى حد بعيد في الحفاظ على المصالح اليابانية في الخارج،
هدفت جماعات الضغط اليابانية إلى توجيه السياسة الخارجية لليابان بما يتلائم مع مصالح البلاد وفي الوقت ذاته لا يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مرتبطة معها بمعاهدة للأمن والدفاع كما لم تكن جامعات الضغط اليابانية موحدة في رأيها تجاه السياسة الخارجية بل انقسمت حسب مصالحها الشخصية وتوجهات أعضائها كان للقضايا الداخلية اليابانية دوراً مهماً في التأثير على تفاهمات جماعات الضغط اليابانية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

ان كلا من اندونيسيا والهند كانتا خاضعتين للاحتلالين الهولندي والبريطاني, نتيجة لموقعهما المميز الذي يعد محل اطماع للقوى الاوربية ,فضلاً عن ان كلا البلدين كانت لهما موارد اقتصادية ذات اهمية بالنسبة لكلا الاحتلالين , ولم يكن ذلك بخفي عن القوى الوطنية في كلا البلدين , فعملت تلك القوى على اقامة علاقات متينة فيما بينهما بالرغم من ان الاحتلالين كانا يمنعان اقامة مثل تلك العلاقات ,إلا ان ارادة الشعبين كانت اقوى من ذلك لاسيما ان ظروفهما كانت متشابهة الى حد كبير . فوقفت الهند الى جانب التحرر الاندونيسي وطالبت في الامم المتحدة بإخراج القوات الاجنبية منه , من جانبها كانت القوى الاندونيسية تقدر الموقف الهندي الداعم لها فعملت على تبادل الزيارات بين البلدين وعقد الاتفاقيات والمعاهدات على كافة الاصعدة التي تخدم مصالح كلا الشعبين .

تدور فكرة البحث حول مسألتين متأصلتين في النظام المملوكي ، باعتبار مدار الدولة قائمة على الفكرتين المتناقضتين ، فالدولة المملوكية هي نتاج ما قبلها من الدول لكنها ذات طابع عسكري ، أي جذورها ونشأتها عسكرية .
الفكرة الاولى هي القوة التي اتسم بها المماليك ، وقد كانت شعارهم في قيام الدولة ، إذ هي العصبية التي جمعتهم وليس النسب ، فكان منطق القوة عندهم يدور حول امكانية المملوك ( الامير وما شابه ذلك ) أن يجمع أكبر عدد ممكن من الجنود ويكوّن بهم قوة عسكرية تستطيع من فرض وجودهم والسيطرة على المشهد السياسي . وهذه القوة مرهونة بالمقبولية لدى عامة المماليك ، فضلاً عن الانجاز العسكري في الميدان .
أما الفكرة الثانية الوراثة ، ولعل ما يميز هذه الدولة عدم اعترافها بنظام الوراثة على الرغم من وجود سلاطين جاءوا عن طريق الوراثة ؟ إلا أن ذلك لا يعبر عن ايمان المماليك بها ، بل أنها جاءت فوق ظروف معينة سرعان ما تلاشت تلك الفكرة ، وحتى من جاء عن طريقها لم تكن سلطنته قوية أو مستمرة لمدة من الزمن . لذلك نرى أن الدولة سارت وفق منطق القوة على حساب الوراثة التي كانت طارئة .

: إن الثقافات الإنسانية دخلت منذ أواسط القرن الرابع عشر الميلادي في دور ازدهارها العجيب عندما اخترعت الآلات والأدوات المطبعية ، لاسيما ان الطباعة تعد الوسيلة الاولى للتعلم وتزداد أهميتها مع زيادة الحركة العلمية ، فما كان للعلوم أن تنتشر في أرجاء العالم وفي كل اللغات الاعن طريق الطابعة التي مكنت المؤلفين من بيط أفكارهم وترويج مؤلفاتهم .
كانت للأوضاع الثقافية والفكرية في الحجاز الاثر الكبير على ظهور الطباعة ، إذ كانت هناك حركة نشطة تمثلت في وجود حلقات للدرس العلمي في المسجد الحرام ، ومدارس نظامية رسمية أسسها العثمانيون من بينها المدرسة الرشيدية ، فضلاً عن مدارس وكتاتيب أهلية أسسها أشخاص من أبناء الحجاز.
تهدف هذه الدراسة والموسومة بـ ((تاريخ الطباعة في الحجاز ١٨٨٣-١٩٢٤ )) الى اللقاء الضوء على بواكير ظهور فن الطباعة في الحجاز بعامة وتطورها بشكل سريع ومدى تأثير هذا الفن على الحياة العلمية والفكرية فيها ، ونحاول ايضا من خلال هذه الدراسة ان نقدم صورة موجزة عن مؤلفات المطابع في الحجاز ، واهتمام علماء واهالي الحجاز بهذا الفن .
وجاءت هذه الدراسة على قدر اسعفتنا من المصادر ، وتلبية لحاجة المكتبة العربية والعراقية على وجه الخصوص لسد بعض النقص فيها ، وجاءت الدارسة بتمهيد ومبحثين وخاتمة تضمنت أهم الاستنتاجات التي توصل اليها الباحث، اما المبحث الاول فتناول الطباعة الميرية في الحجاز ، واشتملت على ثلاثة محاور الاول: بداية المطبوعات الحجازية في القاهرة ، والثاني : المطبعة الولاية ( الميرية ) والثالث : مطبوعات المطبعة الميرية، بينما تضمن المبحث الثاني : المطابع في الحجاز ١٩٠٩- ١٩٢٤ وتألفت من خمسة مباحث، اولا: مطبعة شمس الحقيقة ثانيا: مطبعة الماجدية ثالثا: مطبعة الاصلاح رابعا: مطبعة الاصلاح في الحجاز، خامساً: مطابع الحجاز.

لقد كان مصرف الرافدين المصرف التجاري الوحيد في العراق إذ نهض بكافة الأعمال المصرفية المناطة به متبعاً في ممارستها كافة القوانين والأنظمة التي وضعت لذلك ، وقد حقق إنجازت عديدة على المستويين الداخلي والخارجي مما جعله في عداد المصارف العالمية ، ونتيجة للسيولة التي تمتع بها إستطاع أن يلبي أو يمول معظم القطاعات التجارية وحتى الصناعية منها لتمشية أعمالها وتنمية مقدرتها لسد حاجة العراق من المتطلبات السلعية ، ولعل نشاطاته في زيادة إفتتاح فروع جديدة له في الداخل والخارج خلال تلك المدة لدليل على مدى قوته وإتساع رقعة نشاطاته المصرفية.

يناقش البحث جزئيتين مهمتين في موضوع مقتل الحسين(عليه السلام) والراوي الاصلي له الا وهو أبو مخنف ( لوط بن يحيى بن سعيد الازدي ) وماهيته وعائلته التي اسهمت بأدوار مهمة في التاريخ العربي لاسيما في فترة بني أمية خاصة أجداده مخنف بن سليم وأولاده . كما سنتطرق الى تاريخ ميلاد ابي مخنف لنعرف هل عاصر معركة الطف ام لا ؟ وكم كانت تفصله عن احداث المعركة ؟ وماهي موارده التي استقى منها معلوماته وروايات كتابه ؟ .
فمن المعروف انه انحدر من عائلة معروفة بهواها الكوفي الموالي لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وكان أجداده مخنف بن سليم وأولاده عبد الرحمن وسعيد وحبيب ومحمد أصحاب ادوار مهمة في التاريخ الاسلامي آنذاك لاسيما في نصرتهم لعلي ( عليه السلام ) وحربهم الى جانبه, ثم مشاركتهم بأحداث ما بعد الطف مع عبيد الله بن زياد فضلا عن حربهم وجهادهم ضد الخوارج كما كانت لجده مخنف جبانة ( اي مقبرة ) باسمه دارت فيها بعض أحداث حرب المختار مع مؤيدي عبد الله بن الزبير وقتلة الحسين ( عليه السلام ) .أما والده ( يحيى بن سعيد )فقد كان أحد أهم موارد معلوماته , لأنه اعتمد في مروياته على الروايات العائلية لاسيما قبيلته الأزد .
لم تشر المصادر الى سنة ولادة أبي مخنف لكننا تمكنا من حساب ذلك من ادلة تاريخية خلصنا بموجبها الى انه ولد بعد معركة الطف بحوالي 4 سنوات وانه من المعمرين حيث امتدت رواياته الى احداث العصر العباسي الأول . وعليه فهو لم يعاصر معركة الطف بل من خلال سلسلة اسانيده للمقتل نستشف انه تفصله عن المعركة جيلين فهو حين يروي عن جهة معسكر الحسين ( عليه السلام ) يروي عن احد شيوخه عن الضحاك المشرفي وحين يروي عن جهة معسكر ابن سعد يروي عن شيخ عن حميد بن مسلم .
يفند البحث حقيقة تتوارد على ألسنة العامة حتى صارت من الامور المسلم بها من ان أبا مخنف رجل فقير جالس بباب مسجد الكوفة ينقل روايات معركة الطف من القادمين من كربلاء للكوفة , وهو أمر عار عن الصحة فلم يكن ابي مخنف اعمى ولا فقيرا ولم يعاصر المعركة بل كان بصيرا ميسور الحال محققا وباحثا عن الحقيقة التاريخية والمعلومة المضبوطة وان اضطر للسفر الى المدن المختلفة للحصول عليها ,ويبين البحث ملابسات تلك الاخبار .
أما بالنسبة لكتاب ( مقتل الحسين عليه السلام ) فبين البحث ان أبا مخنف ألف كتابين في المقتل أحدهما كبير فقد والثاني صغير هو المطبوع المتداول حاليا وبينا آراء المؤرخين والباحثين المحدثين في صحة نسبة هذا الكتاب له من عدمها وأسباب ذلك .
ثم أوردنا في النهاية ملاحق كثيرة بأسانيد رواياته في كتابه مقتل الحسين ( عله السلام ) ممن وردت بشيخ واحد وملحق آخر ممن ضم شيخين وهكذا بالنسبة للملاحق الاخرى بمن وردت سلسلة اسناده بثلاثة شيوخ أو أربعة

يعد كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) أحد أهم الموسوعات التاريخية التي أنتجها سنة(779هـ/1377م) العلامة عبد الرحمن بن خلدون(ت:808هـ/1405م) ويعد كذلك من الكتب التاريخية الذي جمع فيه ابن خلدون آراء المؤرخين ممن سبقوه في أيام العرب وما جرى فيها من أحداث وفتن وقد تضمن هذا الكتاب أيضاً طائفة من العلوم والحكم وبين قواعد الأنساب، وعرج على السياسية، وأشار إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعرب وبقية الأمم ممن جاورهم من الفرس والبربر، ولم يخلُ كتاب العبر أيضا من معلومات مفيدة عن جغرافية الجزيرة العربية وسكانها، وقد شغل هذا الكتاب المفكرين والباحثين وكان لهم منهلاً من مناهل العلوم المختلفة، ذلك إن ابن خلدون ليس مؤرخاً فحسب إنما هو فيلسوف وباحث في علم الاجتماع تمكن من خلال فكره الموسوعي أن يعمل على عدة اتجاهات في كتاب العبر دون أن يشعر المتلقي أن هناك خللاً علمياً قد ورد فيما جاء به، ومن خلال تقليب صفحاته والاطلاع على مضامينه ومتابعة رواياته التاريخية ومقارنتها ببقية المصادر الأخرى تهيئت لنا الفرصة للاطلاع على معلومات مفيدة وجاء في الجزء الثاني من الكتاب تفاصيل انتفاضاتهم خلال هذه الفترة والتي تضمنها هذا البحث .
تناول البحث تاريخ الخوارج منذ تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وحتى سقوط الدولة الأموية (99-132هـ/717-749م) من خلال كتاب العبر لابن خلدون، إذ كما هو معروف ان ظهور الخوارج كان خلال أحداث معركة صفين ونتيجة التحكيم الذي أيده الخوارج أول الأمر بل اجبروا الإمام علي() على قبوله ومن ثم رفضوه وكفروا كل من الإمام علي() وكذلك معاوية بن ابي سفيان واعلنوا الخروج على الجماعة وعصيان الدولة واصبحت حركاتهم تهدد كيان الدولة العربية بعد ان كثر اتباعهم وقويت شوكتهم ولم تقتصر حركاتهم على بلاد المشرق بل امتدت إلى بلاد المغرب الإسلامي ونشروا فكرهم ومبادئهم وقاموا بثورات ضد السلطة الحاكمة وكانت ثوراتهم من الأسباب المباشرة التي أدت إلى اضعاف الدولة الأموية .

حظيت شجرة الزيتون وثمرها بالذكر في القران الكريم حيث شرفت بمكانه وبمنزلة رفيعة ، تحوي شجرة الزيتون بأورقها وثمرها وزيتها فوائد غذائية و دوائية ، فعرفت منذ فجر التاريخ الانساني فإشارات المصادر الاولية بقيمة هذا الشجرة ، نجح المسلمون في تحويل ارض الاندلس الى غابات خضراء من اشجار الزيتون ولم يتركوا قطعة ارض واحدة دون ان يزرعوه ، ولم يأخذ مكانته الكبيرة الا على ايدي المسلمين الذين اهتموا بزراعته وادخلوا اليها انواع جديدة ذات جودة عالية ، وتحدثت المصادر بكثرة عن مراكز راعته في مدنه وقصباته وجودة انتاجه ووفرته، فكان من الاهمية انه كان عصب الحياة الاقتصادية والزراعية والتجارية والصناعية استدعت التوقف عنده وبيانه للباحثين.

ﻣﺎ ﻛﺎد ﺟﺳﺗﻧﯾﺎن ﯾﻔرغ ﻣن ﻋﻘد اﻹﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻔـرس أواﺧـر ﻋـﺎم ٥٣١م ﺣﺗـﻰ إﺷـﺗﻌﻠت ﺛــورة ﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻋﺎرﻣــﺔ داﺧــل اﻟــﺑﻼد(٢)، وطﻐــت أﺣــداﺛﻬﺎ داﺧــل اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ اﻟﻘﺳــطﻧطﯾﻧﯾﺔ ﻋرﻓــت ﺑﺎﺳم ﺛورة Nika (٣) أي "اﻟﻧﺻر" ﺑﺎﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ (٤)، واﻟﺗﻲ " ﻛﺎدت ﺗدُ ك ﻋرﺷﻪ دﻛﺎً"(٥).
إن ﺗﺗﺑﻊ أﺣداث ﻫذﻩ اﻟﺛورة ﯾﺗطﻠب إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺄة اﻷﺣزاب اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬذﻩ اﻟﺛورة، ﻓﺣﯾن أﺳس اﻹﻣﺑراطور ﻗﺳطﻧطﯾن اﻟﻛﺑﯾر ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻘﺳطﻧﯾطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٢٣م، أﻧﺷﺄ ﺑﻬــﺎ ﻣﻠﻌﺑــﺎً ﻛﺑﯾــراً ﻋــرف ﺑﺎﺳــم( اﻟﻬﯾﺑــودروم) أﺻــﺑﺢ ﻣﺳــرﺣﺎً ﻟﻠﺳﯾﺎﺳــﺔ وﻟﺟﻣﯾــﻊ ﻣظــﺎﻫر اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ، وﻫـو اﻟﻣﻛـﺎن ﻧﻔﺳـﻪ اﻟـذي ﻛـﺎنﯾﺗـو ج ﻓﯾـﻪ اﻹﻣﺑراطـور ﺣﺗـﻰ ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﻘـرن اﻟﺳـــﺎدس اﻟﻣـــﯾﻼدي، وﯾوﺟـــد ﻓـــﻲ اﻟﻬﯾﺑـــو دروم ﺣﻠﺑـــﺔ ﺟـــرﯾُ ى ﻓﯾﻬـــﺎ ﺳـــﺑﺎق ﻟﻠﺧﯾـــل، وﻛـــﺎن ﺳـــﺎﺋﻘو ﻋرﺑــﺎت اﻟﺳــﺑﺎق ﯾﺗزﯾﻧــون ﺑواﺣــد ﻣــن أرﺑﻌــﺔ ﻟــوا ان ﻫــﻲ: اﻷﺧﺿــر أو اﻷزرق أو اﻷﺑــﯾض أو اﻷﺣﻣـر، واﻟﻐﺎﻟـب اﻧﻬـﺎ ﺗﻘﺎﺑــل اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻷر ﺑﻌـﺔ اﻟﻣﻌروﻓــﺔ وﻫـﻲ (اﻷرض اﻟﺧﺿـراء) و(اﻟﻣــﺎء اﻷزرق) و(اﻟﻬواء اﻷﺑﯾض) و(اﻟﻧﺎر اﻟﺣﻣراء) (٦).
اﻧﻘﺳم اﻟﻣﺷﺟﻌون واﻟﺣﺎل ﻫذﻩ إﻟـﻰ أرﺑﻌـﺔ أﺣـزاب رﯾﺎﺿـﯾﺔ، وأﺻـﺑﺢ ﺷـﻌﺎر ﻛـل ﺣـزب اﻟﻠــون اﻟــذي ﯾﺷــﺟﻌﻪ، وﻗــﺎم ﻛــل ﺣــزب ﺑﺟﻣــﻊ اﻟﺗﺑرﻋــﺎت واﻻﺷــﺗراﻛﺎت ﻟﻠﻌﻧﺎﯾــﺔ ﺑﺎﻟﺳــواق وﺷــراء اﻟﺟﯾﺎد واﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ. وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗـت إﻧﻘﻠـب اﻟﺗﺿـﺎﻣن اﻟرﯾﺎﺿـﻲ إﻟـﻰ ﺗﺿـﺎﻣن إﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ، واﻧﺿم اﻟﺑﯾض إﻟﻰ اﻟﺧﺿر ﻛﻣﺎ أﻧﺿم اﻟﺣﻣر إﻟﻰ اﻟزرق، وأﺻﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺣزﺑﺎن ﻫﻣـﺎ اﻟﺧﺿــر واﻟــزرق، ﺛــم إﻧﻘﻠــب ﻫــذا اﻟﺗﺿــﺎﻣن إﻟــﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻟدﯾﻧﯾــﺔ ﻓﺳــﺎﻧد ﺣــزب اﻟــزرق اﻟﻣــذﻫب اﻷرﺛوذﻛﺳـــــﻲ، وﺳـــــﺎﻧد ﺣـــــزب اﻟﺧﺿـــــر اﻟﻘـــــول ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌـــــﺔ اﻟواﺣـــــدة (اﻟﯾﻌﻘـــــوﺑﻲ). وﻓـــــﻲ ﻋﻬـــــد اﻹﻣﺑراطــور اﻧﺳﺗﺎﺳــﯾوس ﺣــل ﺑــﺎﻟزرق إﺿــطﻬﺎد ﺷــدﯾد، ﻷن ﻫــذا اﻹﻣﺑراطــور ﻛــﺎن ﯾﻣﯾــل إﻟــﻰ اﻟﻣذﻫب اﻟﯾﻌﻘوﺑﻲ، وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻧﻘﻠب اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ أﺣزاب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، واﺗﺟﻪ ﺣزب اﻟزرق إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺑودروم وﻧﺎدوا ﺑﺳﻘوط اﻹﻣﺑراطور اﻧﺳﺗﺎﺳﯾوس، إﻻ أن اﻷﺧﯾر ﻋـﺎﻟﺞ اﻷﻣـر ﺑﺎﻟﺣﻛﻣـﺔ واﻹﺗزان (7).

تعد الحركة الاباضية واحدة من الحركات الدينية التي انبثقت من الفكر السياسي والديني الذي تبناه الخوارج بعد معارضتهم لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) نتيجة لما حصل في معركة صفين ومسألة التحكيم سنة (37هـ / 657م)، وبالتالي تكفيرهم لكل المسلمين المخالفين لنهجهم، وقيامهم بتبني منهج العمل السياسي العلني والصدام المسلح مع السلطة ، فكانت من نتائج هذا الصدام أن تعرض أتباع الفكر الخارجي وقادتهم للقتل والبطش والإبادة، مما حدا ببعض رجالات الخوارج ممن عرفوا بميولهم نحو الاعتدال تجاه الفرق والجماعات الإسلامية الأخرى، من أن يسلكوا آلية التنظيم السري في العمل السياسي والديني والمالي في سبيل المحافظة على أتباعهم وضمان نشر أفكار الحركة بطريقة آمنة، وكسب أكبر عدد من المسلمين لهم وتوسيع رقعة أنتشار المذهب. فأبتكر الإباضين طرق وأساليب جديدة لم يعهدها أتباعهم من قبل كي يكونوا بمأمن من أنظار السلطة وجواسيسها. مما مكنهم ذلك من أنتشار مبادئ الحركة وأصبحت واحدة من الفرق الإسلامية التي أسست لقيام دول مستقلة في عمان وفي المغرب العربي.

تعد الحروب الصليبية ظاهرة تاريخية مستمرة كانت ولا زالت مثيرة للجدل حتى الوقت الحاضر، وقد اتخذت أشكالاً جديدة ولم تعد بنفس الصورة العدائية الحربية التقليدية التي كانت عليها خلال حقبة العصور الوسطى، ولا زالت الروح الصليبية تحرك قطاعات كبيرة لها شأنها في الغرب الأوربي بشكل عام وفي بريطانيا بشكل خاص بسبب الميراث الذي تركه عصر الحروب الصليبية، وحركة الاستعمار الأوربي للعالم العربي في العصر الحديث ما هي إلا الامتداد الطبيعي للحرب الصليبية في العصور الوسطى( ) وتتجسد هذه الحقيقة أيضاً في رأي الباحثة البريطانية كارين أرمسترونج( )والتي قالت في كتابها الموسوم ــ الحرب المقدسة ــ الحملات الصليبية وأثرها على العالم اليوم، الصادر في نيويورك سنة1988م( )ما نصه((الذي بين أيديكم حاولت أن أبين أن الحملات الصليبية لم تكن مجرد حركة هامشية في العصور الوسطى بل كانت حركة محورية بالنسبة للهوية الغربية التي كانت قيد التبلور في ذلك الحين وهي مستمرة إلى يومنا هذا، ناهيك عن أنها أظهرت الدين في أشنع صورة))( ) على أن هذا الكتاب الذي نال شهرة كبيرة وحقق رقم قياسي في المبيعات وقت صدوره ناقشت فيه المؤلفة تاريخ الحروب الصليبية والصراع في منطقة الشرق الأوسط في العصر الحديث بحيادية وشرح واف امتاز باسلوب سهل ومفهوم للقارئ( ) ولسنا هنا بصدد دراسة هذه الحروب فقد تناولها عدد كبير من الباحثين الغربيين( ) والشرقيين وناقشوا أسبابها ووضعوا نتائجها( ) وإنما الأهم هو ضرورة أن يتجه الباحثين العرب والمسلمين على حد سواء بالدراسات التحليلية والنقدية لجهود الباحثين الغربيين في مجال الصليبيات لا أن نقف أمامهم موقف المتفرج الذي لا يشارك بتصوراته، على الرغم الجهد الكبير الذي بذلوه في نشر النصوص المصدرية وحتى التأليف التاريخي ذاته( ) .
شكلت تلك الحروب مجالاً خصباً للمؤرخين الأوربيين الذين كتبوا مؤلفات ضخمة في موضوعات مختلفة عالجت الأوضاع السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية في حقبة الحروب الصليبية ، كما اهتموا أيضاً بدراسة بعض الشخصيات الأوربية والإسلامية التي أدت دوراً فاعلاً خلال تلك الحقبة التاريخية، كما أولى بعض المؤرخين اهتماما بتاريخ المدن الشامية والمصرية بينما اهتم البعض الآخر بالرحلات الأوربية إلى الشرق ، ولعل اهتمام الغرب الأوربي بدراسة الحركة الصليبية والكتابة عنها يشير إلى أن هذه الحركة لا زالت مستمرة حتى أيامنا هذه على الرغم من وجود بعض الاختلافات في طريقة التنفيذ( ) وفي هذا الصدد يكفي أن نشير إلى ما ذكره المؤرخ الألماني الشهير هانس ابراهارد ماير في كتابه المهم بعنوان بيليوغرافية الحروب الصليبية الصادرة في هانوفر الألمانية سنة1965م، أن مجموع ما كتبه المؤرخون الغربيين عن الحروب الصليبية بلغ نحو خمسة آلاف وستمائة وستين مؤلفاً حتى سنة صدور كتابه هذا في التاريخ المذكور( ) .