Abstract
من مفاهيم الفوضى الخلاقة أنها حالة سياسية أو اجتماعية، تضم فوضى متعمدة الأحداث في مكانٍ وزمنٍ محددين، بقصد الوصول إلى واقع سياسي أو اجتماعي يصبو إليه الطرف الذي أحدث الفوضى؛ أي أنها أقرب إلى مفهوم ما يسمى "الإدارة بالأزمات" ويعني ذلك افتعال الأزمة أولاً، ثم العمل على إدارتها بالتدريج للوصول إلى مصالح معدة مسبقاً، بما في ذلك تفكيك المنظومة المقصودة بطريقة تسهل الدخول إلى مكوناتها الأساسية وعناصرها الصلبة والرخوة، لتقويضها جزئياً أو كلياً وإعادة تشكيلها من جديد بما يخدم تلك المصالح التي تؤتي ثمارها حالاً أو في المدى البعيد. إن موضوع الفوضى الخلاقة والأمور الأخرى ذات الصلة، تتطلب دراسة معمقة والبحث في جزئيات وكليات التوظيف الأمريكي لهذه الفكرة، فقد عملت الإدارة الأمريكية لاسيما بعد أحداث ۱۱ أيلول ۲۰۰۱، على إحداث تغيير جذري في كيفية تعاملها مع البيئة الإستراتيجية للشرق الأوسط، ويتطلب هذا التغيير من صانعي الإستراتيجية الأمريكية توظيف مفاهيم عديدة وإدخالها في برامج إصلاحية للمنطقة، فالديمقراطية وحقوق الإنسان تمثل إحدى أهم المفاهيم الناعمة والسامية والمقدسة بالنسبة للولايات المتحدة التي عملت الإدارة الأمريكية على توظيفها وإدخالها للشرق الأوسط عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومن ثم يمثل توظيف الفوضى الخلاقة أحد أهم المفاهيم التي عمل العقل الأمريكي على زرعها في هذه المنطقة وبلورتها لإنشاء بيئة مجزئة سهلة التعامل والتكوين وإعادة الترتيب بالنسبة للفعل الاستراتيجي الأمريكي، فضلاً عن تحليل أهم ما جاء من تكتيكات وظفت في الحرب على الإرهاب بعد أحداث ۱۱ أيلول ۲۰۰۱، وكذلك لتبيان أهمية الشرق الأوسط في أبعاده الاستراتيجية فيما يخص الإدراك الأمريكي المعاصر لهذه البيئة بدلالة مشروع الشرق الأوسط الكبير، مع استعراض بيئة الشرق الأوسط الاستراتيجية وتحليلها وبيان أهم مواصفاتها ومما تتكون، إضافة إلى البحث والتحليل في أهم الأسباب التي أدت إلى تغيير هذه البيئة الاستراتيجية .
Keywords
الفوضى الخلاقة، الإرهاب، المدرك الاستراتيجي، البيئة، التطبيقات