Abstract
المقدمــة
تعد مدينة واسط إحدى مدن العراق الرئيسة في العصور الإسلامية، وقد شهدت هذه المدينة نشاطاً علمياً ملحوظاً إبان تلك العصور، كان أبرز مظاهره نبوغ الكثير من العلماء المسلمين في كافة مجالات العلم والمعرفة ومن بينها حقل التاريخ الذي أسس له مؤرخ واسط أسلم بن سهل المشهور ببحشل (ت292هـ) ثم أخذ بالتطور عبر الحقب التالية ، ومن بين رجال مدرسة واسط التاريخية أبو الحسن علي بن محمد الجلابي المشهور بابن المغازلي (ت483هـ) الذي كانت مساهماته الامتداد الحقيقي لنتاج أسلم بن سهل في التدوين التاريخي ، لاسيما في مجال تاريخ مدينة واسط ورجالاتها؛ لذا وجدنا من الأهمية أن نكتب عنه وعن مساهماته تلك.
ان الكتابة عن المؤرخين المغبونين تاريخياً لم تزل بحاجة إلى المزيد من الجهود للكشف عن مساهماتهم والتعريف بهم ، ولابد من القول ان المؤرخين المشاهير حظوا بدراسات كثيرة مستفيضة ومنفردة ، أما المؤرخون الثانويون ، فإنهم في الغالب يذكرون في سياق الدراسات التي تناولت المؤرخين بشكل عام، أو تلك التي تبحث في الحياة العلمية لعصر من العصور أو لبلد من البلدان ، لذا فان جمع سيرة أحد أولئك المؤرخين وتوضيح مكانته وانجازاته لايقل أهمية عن دراسة سيرة أحد مشاهير المؤرخين ، لاسيما إذا علمنا ان شهرة مؤرخ ما من عدمها تتوقف أحياناً على ما حُفظ لنا من مؤلفاته ، فالمؤرخ ابن الأثير الجزري (ت630هـ) وصلتنا جميع مؤلفاته التاريخية ، في حين لم يبق من المؤلفات الكثيرة لمؤرخ حلب ابن أبي طي (ت630هـ) إلا بعض النقول في بطون الكتب التي اقتبست منه ، لذا كانت شهرة الأول أوسع من شهرة الثاني بكثير.
قسم البحث على عدد من النقاط تبعاً لما جمعناه من نصوص تاريخية اعتماداً على الكثير من المصادر التي تناولت أخبار ابن المغازلي ، ونخص بالذكر منها اثنين: الأول أبو سعد السمعاني (ت562هـ) وهو تلميذ ابن مؤرخنا محمد بن علي بن محمد (ت524هـ) وصاحب أوسع ترجمة عنه والتي اعتمد عليها المؤرخون اللاحقون من أمثال شمس الدين الذهبي (ت748هـ) ، والمصدر الآخر كتاب (السؤالات) للسلفي (ت576هـ) ، وهو عبارة عن مجموعة أسئلة طرحها السلفي سنة 500هـ على شيخه خميس بن علي الحوزي (ت510هـ) وهو أقرب المصادر زمنياً من عصر ابن المغازي، إذ ألف بعد ستة عشر عاماً فقط من وفاة ابن المغازلي، لذا فان رواياته عنه تكتسب أهمية خاصة فضلاً عن انه من أهل واسط ، والغريب في مجال مصادر ترجمة ابن المغازلي ، ان بعض مشاهير المؤرخين العراقيين لم يسجلوا أخباره ومن أبرزهم ابن الجوزي البغدادي (ت597هـ) الذي زار واسط واستقر بها لسنوات عدة علماً انه سجل أخبار لأشخاص أقل شهرة ومكانة من ابن المغازلي.
تعد مدينة واسط إحدى مدن العراق الرئيسة في العصور الإسلامية، وقد شهدت هذه المدينة نشاطاً علمياً ملحوظاً إبان تلك العصور، كان أبرز مظاهره نبوغ الكثير من العلماء المسلمين في كافة مجالات العلم والمعرفة ومن بينها حقل التاريخ الذي أسس له مؤرخ واسط أسلم بن سهل المشهور ببحشل (ت292هـ) ثم أخذ بالتطور عبر الحقب التالية ، ومن بين رجال مدرسة واسط التاريخية أبو الحسن علي بن محمد الجلابي المشهور بابن المغازلي (ت483هـ) الذي كانت مساهماته الامتداد الحقيقي لنتاج أسلم بن سهل في التدوين التاريخي ، لاسيما في مجال تاريخ مدينة واسط ورجالاتها؛ لذا وجدنا من الأهمية أن نكتب عنه وعن مساهماته تلك.
ان الكتابة عن المؤرخين المغبونين تاريخياً لم تزل بحاجة إلى المزيد من الجهود للكشف عن مساهماتهم والتعريف بهم ، ولابد من القول ان المؤرخين المشاهير حظوا بدراسات كثيرة مستفيضة ومنفردة ، أما المؤرخون الثانويون ، فإنهم في الغالب يذكرون في سياق الدراسات التي تناولت المؤرخين بشكل عام، أو تلك التي تبحث في الحياة العلمية لعصر من العصور أو لبلد من البلدان ، لذا فان جمع سيرة أحد أولئك المؤرخين وتوضيح مكانته وانجازاته لايقل أهمية عن دراسة سيرة أحد مشاهير المؤرخين ، لاسيما إذا علمنا ان شهرة مؤرخ ما من عدمها تتوقف أحياناً على ما حُفظ لنا من مؤلفاته ، فالمؤرخ ابن الأثير الجزري (ت630هـ) وصلتنا جميع مؤلفاته التاريخية ، في حين لم يبق من المؤلفات الكثيرة لمؤرخ حلب ابن أبي طي (ت630هـ) إلا بعض النقول في بطون الكتب التي اقتبست منه ، لذا كانت شهرة الأول أوسع من شهرة الثاني بكثير.
قسم البحث على عدد من النقاط تبعاً لما جمعناه من نصوص تاريخية اعتماداً على الكثير من المصادر التي تناولت أخبار ابن المغازلي ، ونخص بالذكر منها اثنين: الأول أبو سعد السمعاني (ت562هـ) وهو تلميذ ابن مؤرخنا محمد بن علي بن محمد (ت524هـ) وصاحب أوسع ترجمة عنه والتي اعتمد عليها المؤرخون اللاحقون من أمثال شمس الدين الذهبي (ت748هـ) ، والمصدر الآخر كتاب (السؤالات) للسلفي (ت576هـ) ، وهو عبارة عن مجموعة أسئلة طرحها السلفي سنة 500هـ على شيخه خميس بن علي الحوزي (ت510هـ) وهو أقرب المصادر زمنياً من عصر ابن المغازي، إذ ألف بعد ستة عشر عاماً فقط من وفاة ابن المغازلي، لذا فان رواياته عنه تكتسب أهمية خاصة فضلاً عن انه من أهل واسط ، والغريب في مجال مصادر ترجمة ابن المغازلي ، ان بعض مشاهير المؤرخين العراقيين لم يسجلوا أخباره ومن أبرزهم ابن الجوزي البغدادي (ت597هـ) الذي زار واسط واستقر بها لسنوات عدة علماً انه سجل أخبار لأشخاص أقل شهرة ومكانة من ابن المغازلي.