Abstract
اتسعت وظيفة الجامعة في الوقت الحاضر، إذ لم تعد اولوياتها تخريج عدد من الكفاءات العلمية في شتى الحقول, بل اصبحت رائجة في مجال تنمية المجتمع, وانها تسهم في مواجهة تحديات الظروف الراهنة ومتطلباتها بما تكفل من حقائق وماتسهم به من حلول للمشاكل ببعديها الحالي والمستقبلي وبما تنشره من المعرفة وتتجه فيها وتعمق مداها, اذ يجب على الجامعة ان ترتبط ديناميكاً بمحيطها ومجتمعها, ترتبط بحياة الناس وتلتزم اخلاقياً بامالهم وحاجاتهم وهمومه. فالجامعة ليست صومعة معزولة ترقب الحياة من الخارج او من أعلى وانما هي وعي الناس في أكمل صورة ممكنة, يعمق معنى حياتها ويشدها نحو الافق الارحب, وهذا يتضمن تحقيق الجامعة لذاتها أي لاهدافها وقيمها وانفتاحها على محيطها الأمر الذي يخدم في الكثير من جوانبه مشروع الجامعة واهدافها ومجتمعها .
إن الجامعة الرائدة ليست الجامعة المعزولة عن بيئتها ومحيطها الاجتماعي و عن هموم مختلف الشرائح الاجتماعية انها في حالة تأثير وتأثر متبادل مع المجتمع , وانه لمن الافكار الخاطئة احياناً عند البعض والتي تعتبر الجامعة كمركز بحث للتأمل الفكري المفصول عن الوقائع الوطنية.