Abstract
المقدمـــة
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمـــــد وعلى الــــه الطاهرين وصحبه المنتجبين .
وبعــــد …
فأن القرآن مأدبة لا يشبع منها القراء والدارسون مهما تناولوا منها واطالوا الجلوس حولها، ولا عجب فالقرآن مأدبة الله وكلامه الذي لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ومن هنا كثرت الدراسات حول كتاب الله وتشعبت على مر العصور ، اذ اطال العلماء والباحثون الوقوف امامه .. ودققوا النظر في مسائله على تعددها ما بين تفسير ، وبلاغة ، ونقد وغيرها يتأملون معانيه ، ويتذوقون اساليبه، ويقدحون زناد فكرهم فيما تشتمل عليه اياته من روائع النظم ،وعجيب التركيب وما يوحي به من دلالات وتأملات ، حيث تنطلق الرؤية في وضوح تخجل امامه نوازع الشكوك وذلك هو سر القرآن الخالد في كلماته وآياته التي تضج بالحركة لتصل الى اعلى مستوى لها من الفن والروعة والأداء ،فتحس وأنت تقرأه بالتجدد يملأ روحك، وقلبك ، وضميرك ،ويحرك حياتك لتسمو ، وترق ،وتصفو ،وتتعمق ،وتنساب ،في عمق الفكرة واشراق الايحاء وسماحة الاسلوب، بحيث نلحظ كل الجوانب المحيطة بالكلمة والموقف والانسان من دون ان يتغلب جانب على اخر بل هو التناسب والتوازن في الحركة والحرف والاسلوب والموضوع .
وقد كنت منذ زمن ليس بالقصير حريصا على قراءة تفسير القرآن قراءة تقف على المعاني العميقة لكتاب الله وتدرك دقائقه واشاراته .
وربما كان من اهم مصادرنا في هذا المجال تفسير( الكشاف ) للزمخشري، و (مجمع البيان في تفسير القرآن) للطبرسي, و(البحر المحيط (لابي حيان الاندلسي ،ومن التفاسير الحديثة (الميزان في تفسير القرآن) للسيد الطباطبائي ،الذي لم يكن مقلدا في تفسيره , وتفسير( من وحي القرآن ) للسيد محمد حسين فضل الله الذي
اعجبنا بتفسيره اذ وجدته غنيا بالملاحظات والرؤى الحية مع بلاغة، وادب رفيع فهو لا يتناول في تفسيره مسالة علمية او فقهية او لغوية ولا يطرق موضوعا ولا يعقد مناقشة الا اجاد في ذلك كله مع استطراد لا تحس معه بالملل
ولما وفقني الله الى ان أكتب بحثا قفز الى ذهني ذلك الاعجاب فلم أتردد ان يكون موضوع البحث ((الدلالة الحقيقية والمجازية في تفسير من وحي القرآن)) ومما قوى ذلك في نفسي أنني وجدت هذا الموضوع بكرا لم يتناوله احد ولم يكتب عنه بحث .
ولقد قسمت البحث على تمهيد ومبحثين فضلا عن الخاتمة .
اما التمهيد فقد تناولت فيه الدلالة في اللغة والاصطلاح واهم الفئات التي اسهمت في نشوء علم الدلالة وتطوره
واما المبحث الاول فقد عقدته لدراسة الدلالة الحقيقية واقسامها اللغوية والشرعية والعرفية بعد التعريف بـ (الحقيقية) في اللغة والاصطلاح موردا اراء علماء اللغة والاصول فيها ومجلين موقف السيد فضل الله من الحقيقة واقسامها من خلال تفسيره لالفاظ القرآن الكريم .
وفي المبحث الثاني تناولت الدلالة المجازية معرفا بـ ( المجاز) وخلاف العلماء فيه بين مثبت لوقوعه في اللغة والقرآن الكريم ومنكر لذلك ومظهرا موقف السيد فضل الله من وقوع المجاز في القرآن الكريم من خلال الآيات التي قيل بوقوع المجاز فيها .
وفي الخاتمة أجملت ابرز النتائج التي توصل اليها البحث .
ولعل من الصعوبات التي تواجه الباحثين في الدراسات القرآنية ان سبيل هذه الدراسات على كثرتها ليس بالسهل الميسور وكل نظرة في كتاب الله تتطلب الأناة والصبر واعمال الفكر والاطمئنان قبل اصدار الاحكام حتى لا تزل القدم ويقع الباحث في باب من الشبهات كان موصدا خاصة وان كثيرا من المسائل في هذا البحث كانت مثار خلاف وجدل بين العلماء قديما وحديثا .
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمـــــد وعلى الــــه الطاهرين وصحبه المنتجبين .
وبعــــد …
فأن القرآن مأدبة لا يشبع منها القراء والدارسون مهما تناولوا منها واطالوا الجلوس حولها، ولا عجب فالقرآن مأدبة الله وكلامه الذي لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ومن هنا كثرت الدراسات حول كتاب الله وتشعبت على مر العصور ، اذ اطال العلماء والباحثون الوقوف امامه .. ودققوا النظر في مسائله على تعددها ما بين تفسير ، وبلاغة ، ونقد وغيرها يتأملون معانيه ، ويتذوقون اساليبه، ويقدحون زناد فكرهم فيما تشتمل عليه اياته من روائع النظم ،وعجيب التركيب وما يوحي به من دلالات وتأملات ، حيث تنطلق الرؤية في وضوح تخجل امامه نوازع الشكوك وذلك هو سر القرآن الخالد في كلماته وآياته التي تضج بالحركة لتصل الى اعلى مستوى لها من الفن والروعة والأداء ،فتحس وأنت تقرأه بالتجدد يملأ روحك، وقلبك ، وضميرك ،ويحرك حياتك لتسمو ، وترق ،وتصفو ،وتتعمق ،وتنساب ،في عمق الفكرة واشراق الايحاء وسماحة الاسلوب، بحيث نلحظ كل الجوانب المحيطة بالكلمة والموقف والانسان من دون ان يتغلب جانب على اخر بل هو التناسب والتوازن في الحركة والحرف والاسلوب والموضوع .
وقد كنت منذ زمن ليس بالقصير حريصا على قراءة تفسير القرآن قراءة تقف على المعاني العميقة لكتاب الله وتدرك دقائقه واشاراته .
وربما كان من اهم مصادرنا في هذا المجال تفسير( الكشاف ) للزمخشري، و (مجمع البيان في تفسير القرآن) للطبرسي, و(البحر المحيط (لابي حيان الاندلسي ،ومن التفاسير الحديثة (الميزان في تفسير القرآن) للسيد الطباطبائي ،الذي لم يكن مقلدا في تفسيره , وتفسير( من وحي القرآن ) للسيد محمد حسين فضل الله الذي
اعجبنا بتفسيره اذ وجدته غنيا بالملاحظات والرؤى الحية مع بلاغة، وادب رفيع فهو لا يتناول في تفسيره مسالة علمية او فقهية او لغوية ولا يطرق موضوعا ولا يعقد مناقشة الا اجاد في ذلك كله مع استطراد لا تحس معه بالملل
ولما وفقني الله الى ان أكتب بحثا قفز الى ذهني ذلك الاعجاب فلم أتردد ان يكون موضوع البحث ((الدلالة الحقيقية والمجازية في تفسير من وحي القرآن)) ومما قوى ذلك في نفسي أنني وجدت هذا الموضوع بكرا لم يتناوله احد ولم يكتب عنه بحث .
ولقد قسمت البحث على تمهيد ومبحثين فضلا عن الخاتمة .
اما التمهيد فقد تناولت فيه الدلالة في اللغة والاصطلاح واهم الفئات التي اسهمت في نشوء علم الدلالة وتطوره
واما المبحث الاول فقد عقدته لدراسة الدلالة الحقيقية واقسامها اللغوية والشرعية والعرفية بعد التعريف بـ (الحقيقية) في اللغة والاصطلاح موردا اراء علماء اللغة والاصول فيها ومجلين موقف السيد فضل الله من الحقيقة واقسامها من خلال تفسيره لالفاظ القرآن الكريم .
وفي المبحث الثاني تناولت الدلالة المجازية معرفا بـ ( المجاز) وخلاف العلماء فيه بين مثبت لوقوعه في اللغة والقرآن الكريم ومنكر لذلك ومظهرا موقف السيد فضل الله من وقوع المجاز في القرآن الكريم من خلال الآيات التي قيل بوقوع المجاز فيها .
وفي الخاتمة أجملت ابرز النتائج التي توصل اليها البحث .
ولعل من الصعوبات التي تواجه الباحثين في الدراسات القرآنية ان سبيل هذه الدراسات على كثرتها ليس بالسهل الميسور وكل نظرة في كتاب الله تتطلب الأناة والصبر واعمال الفكر والاطمئنان قبل اصدار الاحكام حتى لا تزل القدم ويقع الباحث في باب من الشبهات كان موصدا خاصة وان كثيرا من المسائل في هذا البحث كانت مثار خلاف وجدل بين العلماء قديما وحديثا .