AL-ADAB JOURNAL

في ظلِّ التّطور التقني والتكنولوجي الذي يحدث في العصر الحالي وانفتاح دول العالم على الإستثمار والتطور في مجالات الإنترنت والحاسوب الذكيّ، ظهر الذّكاء الإصطناعي واحداً من أهم التطوُّراتِ التي يعيشها العالم اليوم، إذ دخل في مجالات الحياة جميعها، الصحيَّة، والاقتصاديَّة، والأمنيَّة، كما دخل في مجال رعاية كبار السن، بوساطة البرامج ،والروبوتات، والآلاتِ الذَّكيَّة المزوَّدةِ بالذَّكاءِ الإصطناعي، فضلاً عن استعماله في التحوُّلِ من المنازل التقليديَّة إلى المنازلِ الذَّكيَّة لخدمةِ المسنين، وغيرها من الاستعمالات التي لا يتسع المقام لذكرها.
جاءت هذه الدراسة للإجابة عن تساؤلات عدَّة، أهمُّها: كيف يمكن توظيف الذَّكاءِ الإصطناعيّ في رعاية المسنين؟ كيف يُفسِّرُ الذَّكاءُ الإصطناعيّ نشاطات المسنين؟ ما أهم برامج الذَّكاء الإصطناعيّ التي من المُمكن أن تخدِم المسنين؟ كما هدفتِ الدراسةُ إلى الكشفِ عن العَلاقةِ بين الذَّكاءِ الإصطناعيِّ والمسنينَ، وتوظيفِهِ في دُورِ رعايةِ المُسِنين، وتتضح أهميَّةُ الدِّراسةِ ؛كونها من أولى الدراساتِ التي تناولت واحدة من القضايا المهمة في علمِ الاجتماع ألا وهي قضيَّةُ كبارِ السِّنِّ (المُسِنين) والذَّكاءِ الاصطناعيّ، كما تُعدُّ الدراسةَ الأولى في توظيفِ الذَّكاءِ الإصطناعيّ لدى كبارِ السِّنِّ في العراق، فضلاً عن احتواءِ الدراسةِ على اقتراح أفضلِ تطبيقاتِ الذَّكاءِ الإصطناعيّ لخدمةِ المُسنِّين، كتطبيقاتِ البيئةِ المُحيطةِ، وتطبيقاتِ الشّخصيَّةِ، وتطبيقاتِ المُساعدةِ الواقعيَّةِ، وتقديمِ رؤيةٍ مُستقبليَّةٍ من شأنها تحويلُ دُورِ كِبارِ السِّنِ إلى دُورٍ ذكيَّةٍ ،كما احتوت أيضا على عينة من المسنين عددها (٢٠٠) مبحوث ؛ لمعرفة توجهاتهم المستقبلية مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، وتوصلت الدراسة إلى أهم النتائج والتوصيات .

يهدف البحث إلى التعرف على متغير الذكاء بين وجهتي النظر المعرفية والاصطناعية، فالتناظر بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي لا مفر منه؛ لأنّ المعلومات من العالم الخارجي (المدخلات) يتم ادراكها وخزنها في الذاكرة ويتم تحويل المعلومات، ثم عمل (المخرجات). بمعنى أنّ معالجة المعلومات مناظرة للبرامج في الحواسيب، وإنّ الآليات المعرفية هي المكونات الصلبة للعقل التي تعكس التركيب العصبي الفسلجي للدماغ وتتطور في أثناء النمو، أمّا الجوانب العملية المعرفية فهي برامج المكونات المرنة القائمة على أساس تحضر العقل؛ لذا، يعرّف الذكاء الاصطناعي على أنّه أحد فروع المعرفة ومجال من المجالات التي تجمع بين البحث التطبيقي والنظرية في ميدان علم النفس المعرفي وعلوم الحاسوب التي تركّز على تطور النظم الاصطناعية وتطويرها التي تظهر ما يشبه تفكير الانسان ويحاكي ذكاءه. إنّ معالجة المعلومات والنموذج الحاسوبي في التفكير كان الاستعارة الموجهة لعلم النفس المعرفي منذ ستينيات القرن العشرين الذي مكنّ الباحثين والمنظرين من اكتشاف العالم الداخلي للعقل كما لم يعرفوه قبل ذلك. وفي الثمانينيات منه، حدثت مرحلة ثانية في الثورة المعرفية بسبب أوجه قصور معالجة المعلومات ومحدودية محاكاة الذكاء الاصطناعي، فظهر أنموذج معالجة المعلومات المنقح الذي يشير المفهوم الرئيس فيه إلى أنّ أنموذج معالجة المعلومات التسلسلية يتلاءم و بعض جوانب المعرفة، لكن الغالبية منها ولاسيما العمليات العقلية الأكثر تعقيداً، تكون نتيجة أنموذج مختلف هو المعالجة المتوازية. بعد ذلك، كان التطور الأهم وهو التغير في العلاقة بين العقل والحاسوب، إذ انعكس الترتيب. فالعقل الذي يقوم بالاستدلال هو الأنموذج الذي يمكن عن طريقه تصميم حاسوب أكثر ذكاءً. بمعنى، الدماغ الذي يجعل العقل ممكناً هو الأنموذج الأفضل للآلة التي كان يعتقد أنّها تتفوق عليه . وقد خرج البحث بعدد من الاستنتاجات منها:

الذكاء الاصطناعي يسهّل الحياة اليومية والعمل بأدائه السريع ، لكنّ الحاسوب حتى وإن أبدع وابتكر وأدّى بسرعة ، فإنّ الإنسان هو الذي كتب له التعليمات لينفذ ذلك؛ لأنّ العمليات العقلية الإنسانية هي التي أبدعت وابتكرت برامج الحاسوب الذكية . وقدم البحث عدداً من المقترحات منها :
إجراء دراسة عن أثر الذكاء الاصطناعي في تقانات تطبيق الاختبارات النفسية بأنواعها المختلفة .

في ظل الثورة التقنية المتسارعة أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) ركنًا رئيسًا في مختلف جوانب حياتنا، من الصناعة والتجارة إلى التعليم والصحة، على الرغم من الفوائد الجمّة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أنّ هناك مخاوف متزايدة من تأثيرها في المستقبل.
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف مسوغات الخوف من الذكاء الاصطناعي والعلاقة بين هذه المخاوف وأخلاقيات البحث العلمي مع التطور التكنولوجي الهائل والسريع ، وفي ظلِّ تعدد المنصات الرقمية مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، شهد العالم بزوغ عصر الذكاء الاصطناعي (AI) الذي مثّل نقطة تحول في عدد من مجالات الحياة الإنسانية، على الرغم من الإيجابيات الكثيرة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من تحسين الكفاءة والدقة في العمليات المختلفة إلى توفير حلول لمشكلات معقدة، ظهرت على الجانب الآخر مخاوف متزايدة بشأن تأثيرات هذه التكنولوجيا في الأخلاقيات الإنسانية وأخلاقيات البحث العلمي ، ولا سيّما مع تطور تطبيقات مثل: GPT (ChatGPT) والمعرفة الضخمة التي تعالجها هذه الأنظمة ، ظهر الخوف من التقدّم المتسارع للذكاء الاصطناعي ، وأثر هذه التكنولوجيا الخطيرة في حياة البشر ومستقبل العالم ، فضلا عن ذلك هناك مخاوف من أن تبدأ الآلات في اتخاذ قرارات نيابة عن الإنسان ، ممّا قد يؤدي إلى تقويض الخصوصية، اللعب بالمستخدمين، والمساس بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان. من هنا ظهرت مشكلة البحث لتثير الكميات الهائلة من البيانات التي يتم جمعها وتحليلها يوميًا قضايا رئيسة في الخصوصية، واحترام الحياة الخاصة، وخطر إعادة ظهور الممارسات التمييزية ،وانتشار الصور النمطية، في هذا السياق، تتضح أهمية الدراسة الحالية لمناقشة مخاوف الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات البحث العلمي الحالية والمناقشات النظرية في هذه القضايا.

يهدف البحث الحالي إلى بناء برنامج إرشادي مقترح قائم على بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك؛ لخفض النهك النفسي لدى عينة الموظفين، ولتحقيق ذلك تم بناء البرنامج باعتماد الأدبيات العلمية التي تناولت هذا الموضوع، وتضمين الفنيات التي بُني عليها وكذلك الأهداف العامة والخاصة له، كما وضعت مجموعة من التوصيات والمقترحات. وبذلك فإن هذا البرنامج يسعى الى تقديم رؤية علمية تسهم في معالجة المشكلات النفسية في إطار التحول الرقمي ،وامكانية الاستفادة منه في العلوم الإنسانية.

تعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية في العصر الحديث. وقد أدت تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً ومفيداً في تعزيز عمليات الاكتشاف والابتكار في مختلف المجالات، بما فيها العلوم الإنسانية والاجتماعية، على صعيد تطوير البحث العلمي. يهدف هذا البحث إلى استكشاف كيفية استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير مهارات البحث العلمي، مع التركيز بشكل خاص على العلوم الإنسانية. وينبع هذا الاهتمام من أهمية فهم كيف يمكن لهذه التقنيات أن تؤدي دوراً حيوياً في تعزيز فاعلية البحث العلمي وجودته في مختلف المجالات مثل: العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والدراسات الإسلامية والتاريخ وغيرها.
ويستعرض هذا البحث آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ،وكيف يمكن استعمال هذه التقنيات لتطوير عملية البحث العلمي. وسيتم تسليط الضوء على الأدوات والتقنيات الأساسية التي تعتمد الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تسهم في تحليل البيانات بطريقة أكثر دقة وفاعلية، وتوجيه البحث نحو موضوعات ذات أهمية قصوى.
وهذا يدفعنا إلى توجيه الأسئلة الآتية:
● كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحسين مهارات البحث العلمي في العلوم الإنسانية؟
● ما التقنيات الرئيسة في مجال الذكاء الاصطناعي التي يمكن استعمالها لتطوير مهارات البحث العلمي في العلوم الإنسانية؟
● ما التحديات والمعوقات التي قد تعيق تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الإنسانية؟

يشهد العالم في المدة الأخيرة ثورة في مجالات الحياة كافة ومنها في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي اتضحت في معظم ميادين الحياة، فليس هناك مجال من مجالات الحياة يخلو من اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فنجده في مجال الطب، والهندسة، والصناعة، والاتصال وحتى في مجال التصاميم في الملابس والتصوير، وهذا ما يتطلب من الوزارات المعنية بالتعليم ان تطور مناهجها واستراتيجيتها لمواكبة معطيات الثورة الاصطناعية. وعليه فإن الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligenceسيكون مركزا للتقدم والنمو والازدهار، وإن هذا التقدم وما يتبعه يؤسس لعالم جديد متعمق بالخيال.
إن كل ثورة تحدث تواجه اتجاهات متباينة بين متفق ورافض لهذه الثورة، وبناءً على ذلك ارتأت الباحثة دراسة اتجاهات طلبة الجامعة نحو هذه الثورة للذكاء الاصطناعي وتسليط الأضواء عليه عن طريق التعرف على الاتجاهات النفسية لشريحة مهمة من شرائح المجتمع، والتي يمكن ان نصفها بأنها أكثر استعمالاً لهذا النوع من الذكاء، إذْ إن الاتجاهات من محددات السلوك تعكس تفاعل الفرد مع الثقافة التي يعيش فيها. تدفع الاتجاهات الفرد على نحو ايجابي وذلك عند تفاعله ايجابياً مع الموضوعات أو المعاملات الاجتماعية، وهذا ما يجعل استجابته فاعلة، اما اذا كان اتجاهه سلبياً فإن ذلك يؤثر في سلوكه عن طريق رفضه أوتكون استجابته بطيئة لهذه الأشياء (1988, p51،Lindzey)
في الوقت نفسه فإن ما يؤثر في الطريقة التي يسلكها الفرد هو تجاهه ، إذْ يرى ميترون (Merton) أن الاتجاهات السائدة في المجتمع تؤثر في سلوك الناس حتى وإن كانوا لا يؤمنون بها ايماناً شخصياً (حسن ،1995، ص10).
وفي الوقت الحاضر أنتجت التغييرات في الثقافة المصاحبة للتغييرات الاجتماعية والسياسية والديمقراطية والتعليمية للتطور التكنولوجي في العالم عدداً من الاتجاهات المتباينة والتيارات المختلفة التي أدت إلى أن يكون هناك اختلاف في الآراء والاتجاهات جعلت هنـــاك نوعا مـــن التباين نتيجة انعكاس قيم (العولمة) التــــي خطتها الثــــورة التكنولوجية (روزنماير، 1973، ص45)، وقد تناولت هذه الاتجاهات دراسات عدة، فقد بينت دراسة (حسن 1990) أن هناك عددا من المشكلات التي تتنتجها معتقدات الأفراد نحو السلطة ورموزها ،إذ أظهرت أشكالا مختلفة، والتي تتضح في اللامبالاة، وسلبية المشاركة في التفاعلات الاجتماعية (حسن 1990، ص107) . وفي دراسة اتجاهات الشباب لفئتين من المجتمع الكويتي والمجتمع المصري، إذ أظهرت النتائج أن الفئتين تحملان اتجاهات سلبية اتضحت في الرفض للانصياع إلى السلطة (عيسى، 1998، ص 95).
ولكون شريحة الطلبة الشباب شريحة اجتماعية واسعة تحتل مختلف مفاصل المجتمع ، وتتصف بالقدرة على العمل والابداع، والاهتمام بما يفيد سلامتهم النفسية يعزز هذا بقوة دراسة الاتجاهات وأهمية دراستها . فإن الاتجاهات النفسية هي الأساس الحركي الدينامي لأفراد المجتمع وللجماعات فمن دون دراستها لا تتضح عملية التفاعل بين الأفراد، وتحديد شبكة العلاقات الاجتماعية التي تربطهم، وبذلك فإن كل ما يكون المجال البيئي للفرد يمكن أن يكون موضوعا تجاه (عبد الرحمن،1983، ص 430)، و إن دراسة تجاهات الطلبة نحو الذكاء الاصطناعي يعطينا مؤشراً مهماً لفهم المرحلة التي يعيشها الطلبة ؛ لأن هذا الوضع النفسي للطلبة يبقى مؤثرا في تكوين شخصياتهم في مراحل حياتهم اللاحقة.(العطماوي،1988، ص 432).
وإن هناك حاجة لدى بعض المؤسسات التي سيلتحق بها الطلبة بعد انهائهم مرحلة الدراسة وتوججهم نحو العمل عن طبيعة اتجاهاتهم نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي ،وعلى ذلك يعتمد التعامل معهم فيما اذا كانت اتجاهاتهم ايجابية أو سلبية. ومن هنا تظهر مشكلة البحث في تحديد اتجاهات طلبة الجامعة نحو الذكاء الاصطناعي.

أصبح الأفراد في المجتمعات الإنسانية وبمراحلِهم الحياتية المُختلفة، وفئاتهم المتنوعة في حالةٍ من التواصل، والتعارف، والتفاعلِ، والتسابق، والتعايشِ، والتصارعِ، ولكن كل تلك الحالات لم تكِ كما في العالم الواقعي إنما هم يمارسونها ضمن واقعٍ افتراضي، بعد ما كانت كل تلك الحالات التفاعلية –في مختلف مستوياتها- تتحددُ على وفقِ إنتماءاتهم الهوياتية في حدودِ عالمٍ واقعي تمت فيه عملية تحديد الحدود، والأبعاد، ومكامن التهديدات والأخطار، وبفعلِ التكنولوجيا الرقمية التي أوجدت ثورة شاملة وبيئة خصبة للنهضةِ العلمية والتقنية بالمجالات الحياتية كافة عن طريق الذكاء الأصطناعي، إذْ إن المبدأ الرئيس الذي انشأ على أساسهِ الذكاء الاصطناعي هو أن يحاكي الطريقة التي تتفاعل بها المجتمعات مع العالم من حولها لا بل تتخطاها، الأمر الذي أصبح سريعًا الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكارات. ‏بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي شاملاً ومزودًا بأشكالٍ عدة من التعلم الآلي التي يمكنها أن تتعرف على أنماطٍ من البياناتِ وكم هائل من المعلومات بما يُضن اتقان كل المجالات ،ويُمكّن من التنبؤ وصياغة السيناريوهات، ليضيف بتلك الخصائص قيمة إلى الأعمال الحياتية عن طريق توفير فهم أكثر شمولية لفيض البيانات المتوافرة. وفي خضم ذلك التسارع والتساوق الاصطناعي في مجالاتهِ المختلفة فإن الأفراد قد بدأوا بالابتعادِ تدريجياً عن الممارسات الفعلية المباشرة، وابتعدوا عن المجالات العملية ضمن عالمِهم الواقعي لصالحِ الدخول في عوالم وانجازات ذكية سخرها (الذكاء الاصطناعي) أو افتراضية سلكها لهم (الفضاء السيبراني) ليُجهَلُ في تلك العوالم الأبعاد المكانية والزمانية الفعلية، ولاسيما بعد أن أخذت السيبرانية طابعاً إنتشارياً كبيراً، وأضحى بإمكانِ الأفراد والجماعات والمُجتمعات أن تجدَ لها نفوذاً ضمّن ممارسات الذكاء الاصطناعي والبيئة السيبرانية، إذْ يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية وفاعلة في مجال الأمن السيبراني، عبر ما يقدمه من الفوائد العديدة والتحسينات المحتملة، فأحد أهم الفوائد المتعلقة باعتماد الذكاء الاصطناعي هو قدرته على التعامل مع حجم البيانات الضخمة وتحليلها بسرعة فائقة، مما يمكنه اكتشاف التهديدات والتحديات بشكل أفضل واتخاذ إجراءات فورية للدفاع عن الأنظمة والشبكات. ولاسيما بعد أن عجزت المؤسسات الرسمية (الحكومية) من احتكارِها، ليتنامى استعمالها على نحوٍ واسع في مجالات الذكاء الاصطناعي والتفاعلات الافتراضية ضمن الفضاء السيبراني.‬‬‬‬‬‬‬ وقد أضحى الذكاء الاصطناعي ضرورة وحتمية للنشاطاتِ الإنسانية، ولتشكيلِ شبكات من الأعمال، والمشاريع، والعلاقات الاجتماعية بين المجتمعات، والأفراد أنفسهم، أو مع المؤسسات الحكومية ولاسيما بعد النيّة الجادة للحكومات والبلدان بالتوجهِ تدريجياً نحو انظمة الاتمتة والذكاء الاصطناعي والتي تنعكسُ إيجاباً على الطابعِ الخدماتي، والمعرفي، والإدراي للبلدان، والمجتمعات، وللمؤسسات والأفراد، لتنجز المهام بأسرعِ الأوقات، وأيسر الطرائق، وأقل التكاليف، إلا إنه مع تزايد الإنحرافات وسوء الاستعمال في التعاملِ مع مُعطيات الذكاء الاصطناعي والتقانة السيبرانية، فإن ذلك قد أوجد مجالاً مفتوحاً لتزايدِ التحديات، والتهديدات، والانتهاكات الناتجة عن سوءِ استعمال تلك التقانات في المجالات الحياتية المُختلفة بما يضرُ بالمُستويات الدولية، و المؤسساتية، والفردية، والجماعية، والمُجتمعية. فأصبح الذكاء الاصطناعي يُغير في طبيعةِ كل شئ متصل بحياةِ الإنسان مثل: العمل و الاقتصاد، والاتصالات، والحروب، والخصوصية، والأمن، والأخلاقيات، والرعاية الصحية... إلخ, وعلى الرغم من ذلك، فإننا لن نشعر بانتشار الذكاء الاصطناعي وتطوراته، وانجازاته، وتغيراته، إلا على المدى البعيد، وهل هذا التغيير الذي سيحدثه سيكون قادراً على دفع البشرية نحو صنع بيئة صالحة للحياة على هذا الكوكب، أم أنه سيحوله إلى مكان مُزدحم بكوارث عدة؟. ‬‬‬‬‬
وقد تحددت دراستنا الحالية بمجموعةٍ من الأهداف منها: التعرف على مفهومعلم الذكاء الاصطناعي وماهيته، والكشف عن المخاطر أو التحديات المترتبة على تطبيق آليات الذكاء الاصطناعي كبديلٍ للعنصر والذكاء البشري، والبحث في تطبيقات ومجالات علم الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني، والكشف عن العلاقة الطردية بين الذكاء الاصطناعي والمخاطر الأمنية.
أما الجانب المنهجي فتحدد باستعمالنا للمنهج الوصفي التحليلي بناء على الأهداف المراد تحقيقها في هذه الدراسة بتحليل أهم الأزمات الحالية والمستقبلية المتنبأ (المتوقع) حدوثها جراء استعمال تقتيات الذكاء الاصطناعي، وتطلب ذلك من الباحث مراجعة بعض الأدبيات العلمية لوضع الذكاء الاصطناعي موضع الفحص والتحليل لتحقيق الأهداف المرجوة .

يؤدي الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا مهما في تطوير وتقدم البحث العلمي، ويتمتع بقدرات هائلة في العديد من مجالات البحث العلمي ولاسيّما مجال علم النفس، وقد يكون له تأثير كبير في تسريع عملية التقدم العلمي وتحقيق اكتشافات جديدة، ويساعد في تحسين عمليات البحث العلمي بعدة طرائق مختلفة، فهو أداة تعزز قدرات الباحثين وتساعدهم في استكشاف وفهم الظواهر العلمية المختلفة بشكل أعمق وأسرع، ويتطلب استعمال الذكاء الاصطناعي تدريباً وتحسيناً مستمراً فضلا عن الاهتمام بالقضايا الأخلاقية المرتبطة بهذه التكنولوجيا. يهدف هذا البحث إلى معرفة الدور الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي في بعض مجالات البحث العلمي ومدى تأثر أدوات البحث العلمي بالذكاء الاصطناعي مع الأخذ في الحسبان أن التحقيق العلمي يتطلب الكثير من الخبرة والتفاعل المستمر مع البيانات والنماذج المستخدمة، وقد تختلف الخطوات المحددة على وفق مجال البحث العلمي والأهداف المحددة. وبناء على ذلك فقد قسمت هذا البحث على قسمين، القسم الأول: مفهوم الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي القسم الثاني: استعمال الذكاء الاصطناعي في علم النفس، وينتهي بالخاتمة والنتائج، يليها قائمة المراجع.

من أولويات المجتمعات المتحضرة الحفاظ عن الأمن المجتمعي، ولهذا تتخذ الحكومات إجراءات كثيرة لتقليل معدلات الجريمة ،وبشكل يضمن النمو الاقتصادي ،وتحسين نوعية الحياة، ويعدُّ تحليل الجريمة جزءاً مهماً من علم الجريمة ،والذي يركز على دراسة الأنماط السلوكية ومعرفة مؤشرات الأحداث ومع ذلك تنشأ تعقيدات عدة في أثناء التخطيط لمنع الجرائم والسبب هو التنوع في نوع الجرائم ،ودوافعها الخفية، وتداعياتها، وطرائق التعامل معها، واساليب الوقاية منها. وفي العصر الحديث أصبح التنبؤ بالجريمة تقنية قوية و مستعملة على نطاق واسع، إذ تنفق أقسام الشرطة قدراً كبيراً من الوقت والموارد في الكشف عن اتجاهات الجريمة والتنبؤ بها ... ومع التحول المتزايد نحو التكنولوجيا والتقدم في الذكاء الاصطناعي (AI) وتقنيات التعلم الآلي (ML) وتحليل كميات كبيرة بسرعة وكميات من البيانات لاستخلاص أنماط الجريمة، والهجمات الإرهابية، وإساءة معاملة الأطفال عبر مؤامرات الابتزاز، والخطف ،والاحتيال، والتجسس على الشركات، وتأتي ثورة الذكاء الاصطناعي بخطر كبير، تماما كما هو الحال مع الفوائد العظيمة التي تقدمها هذه التقنية. وفي دراسة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع للحد من الجريمة أو منعها وضمان سلامة الأفراد . ومن ثمّ استعمال التعليم الآلي في أقسام الشرطة؛ لتحسين الموارد عبر ما يسمى بـ(النقاط الساخنة) على أساس الوقت أو النوع أو أي عامل آخر.

تمثل الزيادة الهائلة في وفرة البيانات البيئية وحجمها والتعقيد المتزايد فيها، تمثل تحديات وفرصًا جديدة في مجال علوم الأرض والبيئة. ولأجل تحليل هذا الكم الهائل المعقد BIG DATA من البيانات فإن الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence (AI) والتعلم الآليMachine learning (ML) يقدمان مجموعة من الأدوات الفاعلة لتحليلها واستخلاص استنتاجات مرضية بدرجة كبيرة للإدارة البيئية والمراقبة والبحث، وكذلك تساعد هذه الأدوات (ML وAI) على حل الصعوبات وإيجاد العلاقات المكانية والتباينات الزمانية عند تحليل البيانات البيئية. في هذه الدراسة، تم شرح نماذج التعلم العميق المختلفة deep learning models، بما في ذلك الشبكات العصبية ذات الطبقات الالتفافية Convolutional Neural Networks (CNNs)، والشبكات العصبية المتكررة Neural Networks (RNNs)، وشبكات الخصومة التوليدية Generative Adversarial Networks (GANs)، والشبكات العصبية الرسومية Graph Neural Networks (GNNs)، وأجهزة التشفير التلقائيAutoencoders ومزاياها وتطبيقاتها البـــيـــئـــيـــة. تم تسليط الضوء على مجموعة واسعة من المجالات البيئية، بما في ذلك إدارة الموارد المائية، والتخطيط الحضري، ودراسات تغير المناخ، والتنبؤ بالطقس، إذ تسلط هذه الدراسة الضوء على استعمال نماذج التعلم العميق في مجموعة من المجالات البيئية، مثل الكشف عن حالات الطقس الشاذة، والتنبؤ بجودة الهواء، وتحليل البيانات المناخية، وتحليل صور الأقمار الصناعية، ومراقبة النظام البيئي. فضلا عن ذلك فإن هذه الدراسة سلطت الضوء على بعض جوانب بنيات التعلم العميق ومزاياها وعيوبها في التعامل مع التحديات البيئية، بما في ذلك شبكات CNN، وشبكات RNN، وشبكات GAN، وشبكات GNN، وأجهزة التشفير التلقائي، وآليات الانتباه، والمحولات، إذ يؤكد هذا البحث أيضًا على كيفية استعمال أساليب معالجة اللغات الطبيعية Natural Language Processing (NLP) لتحليل البيانات النصية المتعلقة بالاهتمامات البيئية، ويناقش أخيرًا الاتجاهات والصعوبات المتعلقة بدمج الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تفسير بيانات علوم الأرض المتعلقة بالظواهر البيئية والجغرافية وتحليلها.

لغة البايثون من اللغات القوية والسهلة في الوقت نفسه ، وهي الآن من اللغات المستعملة على نطاق واسع من جوجل وناسا وغيرهما من الوكالات العالمية، تم استخراجها من لغةC / C ++ / C #، وسيتم استعمالها للكشف عن المواقع المفضلة لمشاريع حصاد مياه الأمطار والسيول في الوديان وذلك لإدارة العرض على المياه لانخفاض التجهيز الآمن، طبقت هذه الدراسة على حوض وادي درشكي الواقع في قضاء زاخو شمالي محافظة دهوك، تقع منابع الحوض عند جبل كيشان تكوّن بفعل اتحاد كل من وادي كيشان وبارازان وهريزا ليشكل المجرى الرئيس الذي يصب في نهر الخابور، بلغت مساحته (87.27/ كم2) ، اما موقعه فلكيا فيقع بين دائرتي عرض (37° 6' 50" - 37° 17' 16") شمالا، وقوسي طول (43° 0' 38" - 44 °7' 9") شرقا.
يعد تذبذب الأمطار وانخفاض تجهيز المياه الآمنة للمستوطنات البشرية سبباً مباشراً في الكشف عن المواقع المفضلة لتنفيذ مشاريع حصاد مياه الأمطار والسيول في الأحواض باستعمال الذكاء الاصطناعي، والبحث في امكانية استعمال اللغة البرمجية (بايثون) لتطوير أداة مؤشر تجمع المياه (TWI) Topographic Wetness Indexوتوقعات تدفق مياه الأمطار لمدة 3 ساعات مقدمة من المركز الأوروبي للتنبؤ بالطقس متوسطة المدى لنظام جريان الاودية GEOGloWS ECMWF Stream flow System، وهو أنموذج هيدرولوجي يحاكي تدفق مياه الأمطار في الأحواض والمتوقع في جميع أنحاء العالم، ومنها احواض شمال العراق، يهدف البحث إلى تحقيق تنمية للموارد المائية في شمال العراق باعتماد برنامج Arc Map عبر تطبيق مؤشر تجمع المياه (TWI) لتحديد المواقع المفضلة لتنفيذ تقانة حصاد مياه الوديان لإدارة العرض على المياه الآمنة، ولتنفيذ ذلك تم بناء أنموذج (Model Builder) في صندوق الأدوات (Arc Toolbox) ومن ثم العمل على تغيير خصائص الأنموذج (Model Properties) ليتمكن البرنامج من تحديد آلية التحليل المكاني ( Spatial Analyst Tools)، ومن ثم إدراج الطبقات ذات المعايير الخاصة بالموقع المفضل، وهي اشتقاق خصائص الانحدار Slope Layer استناداً إلى أنموذج الارتفاع الرقمي (DEM) من موقع USGU بالولايات المتحدة الأمريكية www.earthexplorer.usgs.gov المرئية الرادارية من القمر الصناعي Aster Global DEM، ومن ثم تحديد اتجاه جريان المياه Flow Direction layer و مناطق تجمع المياه Flow Accumulation، يتوقع من هذا البحث التوصل إلى نتائج، وهي تحديد الحوض وشبكة المراتب النهرية، واستخراج حجم الجريان للحوض بالمتر المكعب الواحد، ومن ثم أماكن تجمع المياه الناتجة عن العاصفة المطرية وتسهيل مهمة اتخاذ القرار التخطيطي لإدارة العرض على المياه في منطقة الدراسة.

تزداد ظاهرة التوسع المساحي الحضري للمدن على حساب الأراضي الزراعية يوما بعد آخر، وعلى الرغم من أن المناطق الحضرية لا تمثل سوى جزء صغير من سطح الأرض إلا أن توسعها السريع على حساب الأراضي الزراعية قد أدى إلى تغيير كبير في اللاندسكيب الطبيعي، وخسارة الكثير من الأراضي الخصبة التي لا يمكن تعويضها أبداً، فهي بمثابة ثروة وطنية إذا ما أحسن استثمارها، وعلى الجانب الآخر فإن الزيادة السكانية المستمرة شكلت قوة دافعة نحو توسع المساحات الحضرية على حساب الأراضي الزراعية بوصفها ظاهرة مستمرة في جميع انحاء العالم، ولاسيما في البلدان النامية، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد سكان المناطق الحضرية 60% بحلول عام 2030، مع حدوث 90 % من الزيادة في البلدان النامية على على وفق توقعات الأمم المتحدة. انطلق البحث من مشكلة رئيسة مشتقة من تساؤلات مفادها ( ما السيناريوهات المستقبلية للتوسع المساحي الحضري في قضاء سهل اربيل عند الأخذ في الحسبان استدامة الأراضي الزراعية ؟، وهل تتغير تلك السيناريوهات على مستوى النويات الحضرية في القضاء المعني؟.
يهدف البحث الحالي إلى استعمال نظم المعلومات الجغرافية في عملية المحاكاة المكانية المستقبلية لظاهرة التوسع المساحي الحضري على حساب الأراضي الزراعية في قضاء سهل أربيل من أجل الوقوف على السيناريوهات المستقبلية الممكنة للتوسع المنشود حتى عام 2029، ذلك باستعمال الذكاء الاصطناعي على وفق أنموذج الشبكات العصبية الاصطناعية ANN ضمن برمجية GeoSOS في نظم المعلومات الجغرافية.
وقد توصل البحث إلى جملة من الاستنتاجات أهمها أن السيناريوهات المكانية التي أنتجها أنموذج المحاكاة ANN-CA حول معدل الزيادة المساحية للأرض الحضرية التي قدرت بنحو 27كم2 حتى عام 2029 وفي حال استمرار التوسع المساحي الحضري بذات الوتيرة المتوقعة، سوف يكون صنف الملاءمة العالية على التوسع المساحي الحضري في قضاء سهل أربيل كافيا لاستيعاب الأرض الحضرية لـ 60 سنة أخرى عند الأخذ بعين الاعتبار استدامة الأرض للمحاصيل الزراعية جميعها، ونحو90 تسعون سنة أخرى عند الالتزام باستدامة الأراضي لزراعة المحاصيل الاستراتيجية فقط.