Abstract
This study aims to explore the phonetic impact of the glottal stop (hamza) in Arabic dialects. Investigating Arabic dialects necessitates an examination of the views of early Arab linguists regarding the hamza and its role in dialectal variations on the one hand, and an analysis of the perspectives of the Orientalist Enno Littmann on the same phenomenon on the other. It is worth noting that the opinions of Orientalists concerning the Arabic language and its dialects often diverge from those of early Arab scholars, particularly in phonetic studies and the origins of certain sounds, which Orientalists attribute to Semitic languages
Abstract
المُستخلص
إنَّ هذا البحث جاء للكشف عن الأثر الصوتي للهمز في اللّهجات العربيّة، كما إنَّ البحث في اللّهجات العربيّة يستدعي منّا دراسة آراء العلماء العرب القدامى فيما يخص الهمز وأثره في اختلاف اللّهجات من جانب، وعرض آراء المستشرق أنو ليتمان المتعلقة بالهمز في اللّهجات من جانب آخر، ومن الجدير بالذكر أن نقول: إنَّ آراء المستشرقين في اللغة العربيّة ولهجاتها تتباين بعضها مع آراء العلماء العرب القدامى فيما يخص الدرس الصوتي وأصول بعض الأصوات التي يعزوها المستشرقون إلى اللّغات الساميّة.
الكلمات المفتاحية : الهمز، اللهجات، اللغة، الاستشراق، أنو ليتمان
المُقَدِّمَة :
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الكرام ، ومن تبعهم بإحسان
أمّا بعد...
فقد حظيت اللّهجات العربيّة من العناية والجهد، فقد اهتمَّ العلماء العرب القدامى بها فوثّقوا النصوص وعزوها إلى قائليها بغية اعتمادها مصدراً من مصادر اللّغة العربيّة، ولم يكن الأمر مقتصراً على العلماء العرب في الاهتمام باللّهجات العربيّة، إذ أدلى المستشرقون دلوهم بذلك، فقد درسوا اللّهجات العربيّة ضمن حدود جغرافيّة معيّنة أو الاقتصار على لهجة قبيلة محددة ، كما درسوا الظواهر الصوتيّة اللّهجيّة وكانت لهم آراء بذلك، لذا جاء هذا البحث ليبيّن آراء المستشرق أنو ليتمان في دراسة الظواهر الصوتيّة للهمز وأثره في اللّهجات العربيّة.
وقد قُسّمْتُ البحث إلى ثلاثة مباحث: (المبحث الأول) يتضّمن جزأين، الأول منه قراءة جديدة للهجة واللّغة، والجزء الثاني التعريف بالاستشراق والمستشرق أنو ليتمان، أمّا (المبحث الثاني) فيتناول دراسة الهمز في اللّهجات العربيّة وتحقيقه، وخُصّص (المبحث الثالث) لدراسة تخفيف الهمز وإبداله في اللّهجات العربيّة، ويتضمّن البحث (خاتمة) سجلتّ فيها أهم نتائج البحث.
المبحث الأول : اللّهجة والاستشراق
الجزء الأول : قراءة جديدة للهجة واللّغة في المعجمات
ذكر علماء اللّغة في معجماتهم أنّ اللّهجة جاءت بالتسكين تارة وبالفتح تارة أخرى، يقول الأزهري(370ه) في التهذيب: "اللّهْجَة واللّهَجَة: طرف اللّسان وجرس الكلام والفتح أعلى، ويقال: فلان فصيح اللّهْجَة واللّهَجَة، وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادها ونشأ عليها" (الأزهري، 1967م: 6/55)، والمعنى اللّغوي للّهَجَة يدل على التعلق بالشيء وملازمته فـ" اللام والهاء والجيم أصلٌ صحيحٌ يدل على المثابرة على الشيء وملازمته" (ابن فارس، 1979م: 5/214)، وذكر ابن قتيبة(276ه) أنّ اللّهَجَة بالفتح أجود (الدينوري، 1963م: 1/423)، كما أنّ (اللّهْجَة) في العربيّة تعني: (اللّسانُ أو اللُّغةُ)، فقد ذُكرَ في الحديث الشريف:" ما من ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقُ مِن أَبي ذرٍّ" (القزويني: 1/55).
ويُعد الهمدانيُّ (344ه) أول من استعمل لفظة (اللّهَجة) وذلك بقوله: "وصنعاءُ مختلفةُ اللُّغاتِ واللّهجات" (الهمداني، 1974م: 135)، كما أنّ (اللّهْجَة) تعني (اللُّغَةَ) إذ "لَغِيَ بالشيء، يَلْغَى لَغاً: لَهِجَ" ،وقد ذكر ابن منظور(711ه)، حَدَّ (اللُّغَةَ) يقول: "اللُّغَةَ: اللِّسْنُ، وحدُّها: أنّها أصوات يُعبّرُ بها كُلُّ قوم عن أغراضهم" (ابن منظور، د.ت: 15/250).
واللّهجة اصطلاحاً:" ه
إنَّ هذا البحث جاء للكشف عن الأثر الصوتي للهمز في اللّهجات العربيّة، كما إنَّ البحث في اللّهجات العربيّة يستدعي منّا دراسة آراء العلماء العرب القدامى فيما يخص الهمز وأثره في اختلاف اللّهجات من جانب، وعرض آراء المستشرق أنو ليتمان المتعلقة بالهمز في اللّهجات من جانب آخر، ومن الجدير بالذكر أن نقول: إنَّ آراء المستشرقين في اللغة العربيّة ولهجاتها تتباين بعضها مع آراء العلماء العرب القدامى فيما يخص الدرس الصوتي وأصول بعض الأصوات التي يعزوها المستشرقون إلى اللّغات الساميّة.
الكلمات المفتاحية : الهمز، اللهجات، اللغة، الاستشراق، أنو ليتمان
المُقَدِّمَة :
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الكرام ، ومن تبعهم بإحسان
أمّا بعد...
فقد حظيت اللّهجات العربيّة من العناية والجهد، فقد اهتمَّ العلماء العرب القدامى بها فوثّقوا النصوص وعزوها إلى قائليها بغية اعتمادها مصدراً من مصادر اللّغة العربيّة، ولم يكن الأمر مقتصراً على العلماء العرب في الاهتمام باللّهجات العربيّة، إذ أدلى المستشرقون دلوهم بذلك، فقد درسوا اللّهجات العربيّة ضمن حدود جغرافيّة معيّنة أو الاقتصار على لهجة قبيلة محددة ، كما درسوا الظواهر الصوتيّة اللّهجيّة وكانت لهم آراء بذلك، لذا جاء هذا البحث ليبيّن آراء المستشرق أنو ليتمان في دراسة الظواهر الصوتيّة للهمز وأثره في اللّهجات العربيّة.
وقد قُسّمْتُ البحث إلى ثلاثة مباحث: (المبحث الأول) يتضّمن جزأين، الأول منه قراءة جديدة للهجة واللّغة، والجزء الثاني التعريف بالاستشراق والمستشرق أنو ليتمان، أمّا (المبحث الثاني) فيتناول دراسة الهمز في اللّهجات العربيّة وتحقيقه، وخُصّص (المبحث الثالث) لدراسة تخفيف الهمز وإبداله في اللّهجات العربيّة، ويتضمّن البحث (خاتمة) سجلتّ فيها أهم نتائج البحث.
المبحث الأول : اللّهجة والاستشراق
الجزء الأول : قراءة جديدة للهجة واللّغة في المعجمات
ذكر علماء اللّغة في معجماتهم أنّ اللّهجة جاءت بالتسكين تارة وبالفتح تارة أخرى، يقول الأزهري(370ه) في التهذيب: "اللّهْجَة واللّهَجَة: طرف اللّسان وجرس الكلام والفتح أعلى، ويقال: فلان فصيح اللّهْجَة واللّهَجَة، وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادها ونشأ عليها" (الأزهري، 1967م: 6/55)، والمعنى اللّغوي للّهَجَة يدل على التعلق بالشيء وملازمته فـ" اللام والهاء والجيم أصلٌ صحيحٌ يدل على المثابرة على الشيء وملازمته" (ابن فارس، 1979م: 5/214)، وذكر ابن قتيبة(276ه) أنّ اللّهَجَة بالفتح أجود (الدينوري، 1963م: 1/423)، كما أنّ (اللّهْجَة) في العربيّة تعني: (اللّسانُ أو اللُّغةُ)، فقد ذُكرَ في الحديث الشريف:" ما من ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقُ مِن أَبي ذرٍّ" (القزويني: 1/55).
ويُعد الهمدانيُّ (344ه) أول من استعمل لفظة (اللّهَجة) وذلك بقوله: "وصنعاءُ مختلفةُ اللُّغاتِ واللّهجات" (الهمداني، 1974م: 135)، كما أنّ (اللّهْجَة) تعني (اللُّغَةَ) إذ "لَغِيَ بالشيء، يَلْغَى لَغاً: لَهِجَ" ،وقد ذكر ابن منظور(711ه)، حَدَّ (اللُّغَةَ) يقول: "اللُّغَةَ: اللِّسْنُ، وحدُّها: أنّها أصوات يُعبّرُ بها كُلُّ قوم عن أغراضهم" (ابن منظور، د.ت: 15/250).
واللّهجة اصطلاحاً:" ه
Keywords
Dialects
Enno Littmann
Hamza
language
Orientalism