Abstract
يقصد بالسيادة بالمدلول الاصطلاحي للسيادة " هي السلطة العليا المطلقة التي تمارسها الدولة , ويخضع لها جميع المواطنين والمقيمين , والتنظيمات الاخرى , وهي قوة اصدار القوانين والتشريعات , حق ابرام المعاهدات , واعلان الحرب , وعقد الصلح , والسيادة تكون شاملة ودائمة , وغير قابلة للتجزأة" ( ) . وتعد السيادة هي احدى المقومات الاساسية في شخصية الدولة , وتشكل عنصرا لصيقا بها لا يقبل الانفصام , وان اي محاولة اعتداء على السيادة يشكل اعتداء على شخصية الدولة . ان هذا المفهوم يتصف بالحداثة التي تتصف بها فكرة الدولة القانونية , لأن فكرة السيادة في اطارها القانوني المحدد هي فكرة حديثة نسبيا لم تر النور قبل القرن السادس عشر , وقد مرت فكرة السيادة بتطور تاريخي ساهمت فيه عوامل متعددة واقترن تطورها بتطور المؤسسات القانونية والسياسية للدولة , كما ان مختلف الافكار النابعة عن فكرة السيادة هي انعكاسا لتطور تاريخي للسلطة السياسية بوجهيها الداخلي والخارجي , والسيادة كظاهرة سياسية ومقوم اساس من مقومات الدولة الحديثة لها جذورا واصولا يمكن استنباطها من الحضارات القديمة , وتلك الجذور تنبع من الممارسة الفعلية للحكم او العلاقة بين الحكام والمحكومين او على مستوى العلاقة بين الدول القديمة ضمن اطار تنظيم علاقاتها , لذا ينبغي الرجوع الى الجذور التاريخية الاولى للسيادة ( ).