Abstract
تؤدي الثقة دوراً اساسياً في الوسط الاجتماعي القائم بوضع مبادئ وآليات يقوم عليها المجتمع، فالثقة لها دور في مواجهة بعض القضايا المجتمعية كتحقيق الاستقرار والسلام الاجتماعي، لكن مع تطور المجتمع وتعقده ومع كثرة مخاطر الحياة أصبحت الثقة في حالة متردية، ذلك أن غالبية العلاقات التي تجمع بين الناس أصبحت علاقات مصالح مادية بحتة، لذا أضحت الثقة عاملا حيوياً لاستمرارية وجود المجتمع واستقامة العلاقات داخله، وتختلف المجتمعات عادة بشكل كبير في مدى ثقة الأفراد بعضها ببعض، كذلك الثقة في المؤسسات الاجتماعية تتفاوت بشكل كبير، فقد اصبح من الواضح أن هذا الارتياب السائد في كثير من الأحيان هو مجرد انعكاس لفقدان الثقة في الآخرين.
إن فقدان الثقة لا يحدث بمعزل عن العوامل الاجتماعية والنفسية؛ فالظلم، الفساد، والتهميش الاجتماعي كلها عوامل تُضعف الثقة وتدفع الأفراد إلى مسارات مخالفة للقوانين والقيم تمتاز بالعنف، لان غياب الثقة في كافة ارجاء حياة المواطنين، وبشكل خاص ثقتهم المتبادلة في بعضهم البعض وثقتهم في حكومتهم ومؤسساتها العامة، سيولد لديهم شعور بالفشل والإحباط، مما يدفعهم الى الجنوح والنزعة الاجرامية، فهي تشكل حربا ضد الإحباط والفشل، بمعنى ان الاجرام يتولد عن الشعور بالفشل والإحباط، مما يهدد امن المجتمع واستقراره ويزيد في حجم الظاهرة الاجرامية.
Keywords
الثقة، الثقة بالنفس، الثقة بالآخرين، الثقة بالمؤسسات، الثقة بالحكومة، السلوك الاجرامي.