Abstract
إنِّ البحث في الجانب الدّلالي يعُدّ من أهمّ وسائل الكشف عن مواطن الإعجاز اللّغوي و الأسرار الماثلة في النّص القرآني ، فالنّحو العربي هو علمٌ كاملٌ و شامل يُعنى بمعاني الكلام ومقاصد المتكلّمين في تفسير دلالة النّص وبيان أهميته في الكشف عن خصائص التّراكيب النّحوية ومعانيها، و لم يكن علمًا يُعنى بتتبع علامات الإعراب والبناء فقط، ، وهذا ما يمنح لعلم النّحو وظيفة وغاية أسمى تمتاز بنطاق أوسع، فالجانب الدّلاليّ يُعدّ أهّم ركيزة في نظرية النّحو العربي، التي سعت جاهدة لحفظ النّص القرآني واكتشاف كنهه لرصد الأحكام الفقهية من أجل إقامة مفهوم موحّد للتشريع الإسلامي، وهذا ما نجده في اجتهاد نحاة العربية وإظهارهم للأثر الدّلالي الذي تحمله التّراكيب النّحوية من خلال العلائق المنظومة فيما بينها من إسناد وتوكيد ونفي وشرط وحذف إلى غير ذلك من أبواب النّحو العربي، وسعينا من خلال ورقتنا البحثية هذه إلى تسليط الضّوء على بعض الصّيغ النّحوية الواردة في سورة المطففين